الجاسوس الذى كاد أن يصبح رئيسا لسوريا واكتشفه الهجان
وثائق نادرة| الجاسوس الذى كاد أن يصبح رئيسا لسوريا واكتشفه الهجان
وأعلن كوهين أنه قرر تصفية كل أعماله العالقة فى الأرجنتين ليظل فى دمشق مدعيا الحب لوطن لم ينتمى إليه يوما.
وبعد أقل من شهرين من استقراره فى دمشق، تلقت أجهزة الاستقبال فى أمان أولى رسائله التجسسية، التى لم تنقطع على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، بمعدل رسالتين على الأقل كل أسبوع.
وفى الشهور الأولى تمكن كوهين أو كامل من إقامة شبكة واسعة من العلاقات المهمة مع ضباط الجيش والمسؤولين الحربيين.
وكان من الأمور المعتادة أن يقوم بزيارة أصدقائه فى مقار عملهم، وكان طبيعيا أن يتحدثوا معه بحرية عن تكتيكاتهم فى حالة نشوب الحرب مع إسرائيل، وأن يجيبوا بدقة على أى سؤال فنى يتعلق بطائرات الميج أو السوخوى، أو الغواصات التى وصلت حديثا من الاتحاد السوفيتى أو الفرق بين الدبابة تى 52 وتى 54 ... الخ من أمور كانت محل اهتمامه كجاسوس.
وبالطبع كانت هذه المعلومات تصل أولا بأول إلى إسرائيل، ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات.
مع حاشية الرئيس أمين الحافظ، جنبا إلى جنب مع نور الدين الأتاسى، وزير الداخلية دمشق- 1964.
وفى سبتمبر1962 صحبه أحد أصدقائه فى جولة داخل التحصينات الدفاعية بمرتفعات الجولان، وقد تمكن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة التصوير الدقيقة المثبتة فى ساعة يده، وهى إحدى ثمار التعاون الوثيق بين المخابرات الإسرائيلية والأمريكية.
ومع أن صور هذه المواقع سبق أن تزودت بها إسرائيل عن طريق وسائل الاستطلاع الجوى الأمريكية، إلا أن مطابقتها على رسائل كوهين كانت لها أهمية خاصة، سواء من حيث تأكيد صحتها، أو من حيث الثقة فى مدى قدرات الجاسوس الإسرائيلى.
وفى عام 1964، عقب ضم جهاز أمان إلى الموساد، زود كوهين قادته فى تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية فى منطقة القنيطرة.
وفى تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تى ـ54، وأماكن توزيعها، وكذلك تفاصيل الخطة السورية التى أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالى من إسرائيل فى حالة نشوب الحرب.
وازداد نجاح إيلى كوهين، خصوصا مع إغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة واقترب من أن يرشح رئيسا للحزب أو رئيسا لسوريا!.
وكشف موقع "واللا" الإسرائيلى، تفاصيل من قصة سقوط الجاسوس الإسرائيلى الأخطر فى سوريا إيلى، وقال الموقع، إن شقيق كوهين حصل مؤخرًا على وثائق سرية من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، جاء فيها أن كوهين حصل على مساعدة من عميل للجهاز الأمريكى ومن رجل أمن سورى، حيث سهلا له الدخول إلى سوريا مع جميع أجهزة التجسس دون تفتيشه.
وبيّن التقرير أن كوهين كان يرسل بالمعلومات إلى تل أبيب مرتين يوميًا، وقد ترك ذلك أثرًا فى الجو المحيط ببيته الواقع بحى أبو رمانة فى دمشق، الذى توجد فيه سفارات أجنبية أبرزها الصين والهند وروسيا، وقد تضررت مراسلتها بسبب نشاطات الجاسوس.
ونتيجة لذلك، أجرت الجهات السورية المختصة أعمال مسح فى المكان دون الاقتراب من منزل كوهين لأنه لم يكن عرضة للشك، لكن بدون فائدة، فقد استمر الإزعاج مؤكدًا أن فى المنطقة من يستعمل جهازًا سريًا، وقد توجهت الجهات السورية إلى السفارة الروسية لمساعدتها فى البحث عن الجهاز.
وأضاف الموقع، أن خبيرًا روسيًا اقترح بأن تشترى الحكومة السورية جهازًا حديثًا وخاصًا بهذه الأمور من صنع روسى، قائلاً، إن هذا الجهاز سيكتشف الأجهزة السرية خلال دقائق قليلة فى دائرة قطرها مئات الأمتار.
وأوضح، أن هذا الجهاز يحتاج لقطع التيار الكهربائى فى الشوارع التى يمر منها، وإثر ذلك أبلغ كوهين قيادته بأنه لم يستطع التقاط الإذاعة من تل أبيب لأن التيار الكهربائى كان مقطوعًا، حيث كان جهاز البث عنده يعمل بالبطارية الجافة، أما راديو الالتقاط فبالكهرباء العادية، ومن هنا تم اكتشاف موقعه.
بعد يومين من إبلاغه قيادته بعدم التقاطه الإذاعة تم اعتقال كوهين، واتهمت زوجته ناديا التى تقيم فى هرتسيليا، الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأنها لم تلتقط إشارات الخطر التى أرسلها زوجها قبيل اعتقاله.
وأكدت تقارير أن اكتشاف الجاسوس الإسرائيلى "إيلى كوهين" فى سوريا عام 1965 كان بواسطة العميل المصرى فى إسرائيل رفعت الجمال أو رأفت الهجان الذى قال: "لقد شاهدته مرة فى سهرة عائلية حضرها مسؤولون فى الموساد، وعرفونى به على أنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، ولم يكن هناك أى مجال للشك فى الصديق اليهودى الغنى".
وأضاف: "كنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابة من أصل مغربى اسمها ليلى، وفى زيارة لها بمنزلها، شاهدت صورة صديقنا اليهودى الغنى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألتها: من هذا؟ قالت إنه إيلى كوهين زوج شقيقتى ناديا، وهو باحث فى وزارة الدفاع، وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج"وتابع الجمال: "لم تغب المعلومة عن ذهنى كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفى أكتوبر عام 1964 كنت فى رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية فى روما وفق تعليمات أجهزة الأمن، وفى الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف، ووقعت عيناى على صورة إيلى كوهين، فقرأت المكتوب أسفل الصورة، وكان الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى لحزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت، وكان كامل، هذا هو إيلى كوهين الذى سهرت معه فى إسرائيل".
واستكمل الجمال: "وتجمعت الخيوط فى عقلى فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق، وفى المساء التقيت مع قلب الأسد محمد نسيم رجل المهام الصعبة وسألته: هل يسمح لى: أن أعمل خارج نطاق إسرائيل فنظر لى بعيون ثاقبة، فقلت: كامل أمين ثابت أحد قيادات حزب البعث السورى هو إيلى كوهين الإسرائيلى مزروع فى سوريا وأخشى أن يتولى هناك منصبا كبيرا، قال: ما هى أدلتك؟".
قلت: "هذه الصورة، ولقائى معه فى تل أبيب، ثم إن صديقة لى اعترفت بأنه يعمل فى جيش الدفاع، ابتسم قلب الأسد وأوهمنى أنه يعرف هذه المعلومة فأصبت بإحباط شديد، ثم اقترب من النافذة وعاد فجأة واقترب منى، وقال: لو صدقت توقعاتك يا رفعت لسجلنا هذا باسمك ضمن الأعمال النادرة فى ملفات المخابرات المصرية".
وتم القبض على إيلى كوهين وسط دهشة الجميع، وأعدم هناك فى 18 مايو 1965.
يذكر أن كوهين أعدم شنقًا فى ساحة عامة بالعاصمة السورية دمشق.
لقاء اذاعة دمشق مع الجاسوس ايلي كوهين قبل اكتشاف امره
إعدام الجاسوس إيلي كوهين بدمشق- موسوعة سورية السياسية
عن موقع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق