جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

( اليسار والتحالفات الممكنة )عبد الهادي بلكرداس

أثناء الندوة حول ؛ ( اليسار والتحالفات الممكنة ) ليوم السبت 27 يوليوز 2019،بمقر نادي هيئة المحامين بالرباط،والمنظمة من طرف أصدقاء ورفاق الفقيد/الرفيق محمد معروف ،بعد سنتين على رحيله الخاطف، كنت قد شاركت في مناقشة الموضوع بعد العروض المقدمة خلال الندوة،وحيث أن مساهمتي قد قدمت بشكل خطاطي/اختزالي نظرا للحيز الزمني الضيق المخصص للنقاش (3 دقائق) فإنني سأعيد صياغتها ،داخل هذه التدوينة ،بشكل مفصل وبما لا يتعارض مع المضمون الكلي لتدخلي أثناء المناقشة، 
في البداية ،لا بد من تحية اللجنة المنظمة على هذه المبادرة ،وصواب اختيار هذا الموضوع لأهميته وراهنيته الفكرية والسياسية،كما لا يفوتني التنويه بهذه الالتفاتة الجميلة المؤسسة على ثقافة الاعتراف اتجاه مناضل يساري تميز بمجموعة من الخصال النضالية التي أصبحت اليوم مفتقدة في الكادر السياسي اليساري،
تعرفت على الفقيد/الرفيق محمد معروف أثناء سيرورة تأسيس الحركة من أجل الديمقراطية ( أبريل 1996 )،حيث كان الهدوء هو السمة الأساسية الغالبة في شخصيته السياسية،هذا الهدوء الفريد جعل الفقيد يتوفر على قدرة عالية في الإنصات لكافة نزوعات وتوجهات الرأي والنقاش ،مما يسمح له من تقديم واقتراح الصيغ التركيبية الجامعة لكافة التوجهات الناضجة،ولذلك استحق عن جدارة لقب حكيم اليسار،كما يمنعه اختلافه السياسي في التحليل والتقدير مع الأغيار من امتطاء صهوة الحقد والضغينة،مثل ما حصل أثناء الانشطار العمودي والأفقي الذي عرفته الحركة من أجل الديمقراطية انطلاقا من المقاربة التي اعتمدت بصدد ما سمي بمسار اندماج المجموعات اليسارية 2002،حيث سنلتقي من جديد سنة 2011،بمناسبة المؤتمر 3 للحزب الاشتراكي الموحد،في إطار لجنة 20 فبراير والحركات الاجتماعية (المجلس الوطني) بعدما كان قد انسحب من أنشطة الحزب قبيل مؤتمر الاندماج الثاني سنة 2005،،،
ان السمات الأساسية أعلاه،التي ميزت الشخصية السياسية للرفيق/الفقيد محمد معروف،هي نتاج لتجربته النضالية ،والتي تمتد إلى مابعد قمع انتفاضة 23 مارس 1965،وما طبعها من أهوال القمع والاعتقال،وما طبع تلك التجربة من نقاش وتقييم واستشراف،والتي جعلت من حكيم اليسار محافظا على جوهر الماركسية في التحليل والالتزام السياسي،بعد إدماج الأبعاد المتعددة للديمقراطية انطلاقا من مرجعية ثقافة حقوق الانسان،،،
بالعودة إلى موضوع الندوة ( اليسار والتحالفات الممكنة،) يمكن تقديم مجموعة من الملاحظات النقدية وما يترتب عنها من نتائج وخلاصات كالتالي ؛
1) يسود ويسيطر داخل قطاع واسع من أطياف اليسار المغربي،نوع من التصور اللاهوتي/الديني حول الوحدة والتحالف داخل اليسار وخارجه،فالتحالف لا يتم إلا مع ما يشبهني،وهذه مفارقة ،لأن التحالف يتأسس موضوعيا على قاعدة التناقض والاختلاف،بأفق بناء المشترك،ان التشبت بالتصور اللاهوتي للوحدة والتحالف ،يخفي واقعيا حالة التطاحن والهدر داخل نفس الحزب اليساري،
2)على مستوى التصور التنظيمي السائد داخل اليسار،نلاحظ سيادة وسيطرة النزعة العمودية /المركزية ،وهي نزعة تتناقض مع خطابه حول الديمقراطية والاختلاف،ومن هذه الزاوية يتماهى اليسار مع التصور المخزني وتصورات الحركة الوطنية حول التنظيم،رغم اختلاف المضامين الثقافية والأبعاد الايديولوجية،
تأسيسا على هذه الملاحظات النقدية ،يمكن عرض بعض النتائج والخلاصات ،وهي مطروحة للنقاش ؛
- حول مفهوم /شعار الملكية البرلمانية،
ماهي الدلالة السياسية لمفهوم الملكية البرلمانية، بالنسبة لليسار خصوصا وأن الشعار نفسه نجده متضمنا في دستور 2011،،،؟
فإذا كان شعار الملكية البرلمانية عنوانا لبرنامج سياسي،فالمطلوب هو تدقيق هذا الشعار كبرنامج سياسي للتغيير ثم بناء أدواته التنظيمية حزبيا وجماهيريا،وتوسيع منظومة تحالفاته لتشمل حتى المخالفين في التصور السياسي،،،؟
-حركة 20 فبراير وأفاق النضال الديمقراطي الجماهيري،
ان الدينامية النضالية التي أطلقتها حركة 20 فبراير 2011، في ارتباط مع سيرورة الحراك الشعبي مغاربيا وعربيا،من أجل اسقاط أنظمة الافتراس والاستبداد ،وما أفرزه حراك حركة 20 فبراير المجيدة من امتدادات نضالية على المستوى المجالي والاجتماعي من خلال ظهور وتبلور مجموعة من الحركات الاجتماعية /الاحتجاجية ،كان أخرها وليس أخيرها،الحراك الشعبي بالريف، جرادة،زاكورة وأوطاط الحاج ،،،
ان تراكمات كل هذه السيرورة النضالية الممتدة في الزمان والمكان،تساءل بجدية عميقة ،فكر وممارسة اليسار على المستوى النضالي ؛
- هل يملك المشروع السياسي اليساري هنا والأن،مقومات الاستمرار والنجاح في ظل تشبته الإيديولوجي بالمفهوم اللاهوتي /الديني للوحدة والتحالف،خصوصا وأن اليسار يتسع للتعدد ،مثل تعدد المجموعات الماركسية والشيوعية،والحركة الثقافية الأمازيغية الديمقراطية،،،؟
- هل يملك المشروع السياسي اليساري هنا والأن،مقومات الاستمرار والنجاح في ظل تشبته الإيديولوجي بالتصور العمودي للتنظيم،في وقت أثبتت التجربة التاريخية لنضال الشعب المغربي من أجل التحرر والديمقراطية،أن الكيان المغربي متعدد مجاليا وثقافيا،وهو ما يستلزم على اليسار استحضار البعد الجهوي في نضاله من أجل التحرر والديمقراطية،بصرف النظر عن شكل النظام ؛ ملكي،جمهوري أو فيدرالي،أم أن تشبت اليسار الايديولوجي بالتصور العمودي للتنظيم ،يخفي تقوقعه الواعي أو اللاواعي داخل ثقافة التوافق الموروثة عن تراكمات الحركة الوطنية ونتائجها المدمرة،،،؟ 
- هل يملك المشروع السياسي اليساري هنا والأن،إمكانية الاستمرار والنجاح،خارج انفتاحه واستفادته من تجارب الشعوب التي تشترك معنا في السياق العام وأهداف المصير،والمقصود هنا دروس الثورة السودانية المتواصلة والمظفرة،ومحورية البرنامج السياسي للتغيير الديمقراطي في بناء كافة أشكال التحالفات وتجربة الحراك الشعبي في الجزائر الذي أبهر العالم بنفسه النضالي السلمي،أم سيظل اليسار المغربي أسيرا لثقافة التوافق الفوقي/النخبوي،ونتائجها المدمرة ،،،؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *