عن القهوة في الجزائر.... وماركس الذي ضحّى بلحيته!
عن موقع الميادين
في نهاية حياة الفيلسوف الألماني كارل ماركس نصَحه الأطباء بقضاء فترة نقاهة في الجزائر، بعد تعرّضه لأمراضٍ أنهكت صحته.
وصل ماركس إلى مدينة الجزائر في العشرين من شهر شباط/فبراير 1882 ليُقيم فيها حوالى ثلاثة أشهر. نزل أولاً في فندق الشرق الكبير (يقع حالياً بين البريد المركزي وفندق السفير)، ثم انتقل بعدها إلى فندقٍ أرخص منه ثمناً في أعالي المدينة (شارع محمّد الخامس حالياً)، ما مكَّنه من التمتّع بمناظر جميلة وصفها بدقّة في رسائل إلى أقاربه.
وفي زيارةٍ له إلى حديقة الحامّة المعروفة بحديقة التجارب، لمح "مقهى موريا/مغربيا" في حيِّ الآغا القريب منها، فجلس فيه ليحتسي فنجاناً من "القهوة الشاذليّة".
كتب ماركس في إحدى رسائله إلى إبنته لورا لافارغlaura lafargue، واصِفاً المشهد: "قبل الدخول إلى حديقة التجارب، شربنا القهوة في الهواء الطَلق، في مقهى موري/مغربي، الموري يُحضِّر قهوة ممتازة، كنا جالسين على كراسٍ، أمام طاولة من الخشب، في حضور مجموعة من الزبائن المور(الجزائريين). يرتشف كل واحد منهم قهوته من إبريق صغير خاص به، وهم يلعبون الوَرَق... كان المشهد رائِعاً....".
في هذه الرسالة يصف ماركس بإسهابٍ لباس زبائن المقهى الجزائريين أو المور كما يُسمِّيهم، ويخلص إلى بعض الاستنتاجات من وحي ملاحظاته تلك.
غير بعيد من ذلك المكان التقط له المُصوِّر دوتيرتر E. Dutertre صورته بلحيته الكثيفة التي يعرفه العالم بها، في صباح الغد المُوالي كتب ماركس لفريديرك إنجلز (28 نيسان/أبريل 1882م): "بسبب الشمس، تخلّصت من لحيتي، لكن وبما أن بناتي يُفضلنني بها، فقد أخذت صورة قبل أن أُضحِّي بها على مذبح حلاَّقٍ جزائري"، كان ذلك الحلاَّق في حيّ القصبة الشهير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق