حول مشروع الإعلان عن بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين/الرفيق محمد بنطاهر
تجدون مساهمة لي في النقاش حول مشروع الإعلان عن بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، تتناول النقاش البناء الذي قاده لينين وروزا ليكسمبورغ وموقع النهج الديموقراطي من هذا النقاش الذي يحافظ على راهنيته.
تحياتي
ملحوظة :الاراء الواردة في هذا النص موضوعة للنقاش وهي مساهمة شخصية في تفكيرنا في مرحلة الإعلان عن بناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين التي دخل في مشروع الإعلان عنه النهج الديموقراطي استعدادا لمؤتمره الوطني الخامس.
عرفت نظرية الحزب عند لينين ومنتقديه من خارج وداخل حركة الطبقة العاملة نقاشات حادة حول المنهجية والتاكتيك ومن أهم هذه الانتقادات هى انتقادات روزا لكسمبورغ التى دافعت بعمق عن وجهة نظر بديلة للحزب.
روزا ليكسمبورغ و مخاطر المركزية المفرطة والاتجاهات المحافظة للقيادة
فى نضالها ضد النوادي المنفصلة والمجموعات المحلية التي ميزت الفترة الما قبل 1900 فى روسيا تجد هي انه من المفهوم لماذا وجد اشخاص يروا منظمة قوية هوالمركزية ولكنها تذكر أن المركزية لا تغطى تماما مسألة التنظيم بالنسبة للاشتراكية الديموقراطية الروسية لأنه رغم انه لا يمكن إنكار أن هناك ميل عضوي نحوالمركزية فى الحركة الاشتراكية الديموقراطية مصدره التكوين الاقتصادي للرأسمالية، فقد تصبح معيقا لتطور ومبادرة الطبقة العاملة ذاتها.
بهذا تنتقد روزا لوكسمبورج لينين لا يقدر الفرق الرئيسى بين تنظيم الاشتراكية الديموقراطية وبين تنظيم اليعقوبية أوالبلانكية وتكتب روزا ضد رأى لينين بان الثوري الاشتراكي الديموقراطي ما هوإلا يعقوبي مندمج تماما فى تنظيم البروليتاريا التي أصبحت واعية بمصالحها الطبقية وأن الاشتراكية الديموقراطية ليست ملحقة بتنظيم البروليتاريا وأنها البروليتاريا ذاتها. لذلك لا يجب بأي ثمن تقيدها بشكل تنظيمي متطرف – المركزية وتأديبي بل يجب السماح لها بالحرية التامة بالتطور فالخطوة الكبرى للأمام من حيث التكتيك ووسائل النضال لا يخترعها القادة واللجنة المركزية ولكنها الناتج العمومى للحركة التي تختمر.
فبالنسبة للوكمسمبورج كان فشل لينين فى تقدير هذا الميل المحافظ خطرا خصوصا فى ظروف روسيا حيث كانت الحركة البروليتارية شابة غير مكتملة النضج بعد فى تعديلها السياسي.
بالإضافة إلى هذه التحذيرات العاملة من مخاطر المركزية – المتطرفة للينين تتعامل لوكسمبورج مع قواعد الحزب والانتهازية فهي ترفض فكرة أن" طريق الانتهازية يمكن أن يسد بواسطة فقرات فى دستور الحزب"، فالانتهازية هي نتاج تاريخي ومرحلة حتمية فى الحركة وتعتقد لوكسمبورج: أنه من السذاجة تمنى إيقاف هذا التيار بواسطة معادلة موجودة فى دستور.
ذهبت روزا ليكسمبورغ بعيدا في انتقاداتها للنين معتبرتا خطته التنظيمية انحراف ذاتوي أو بيروقراطي عن التوجه التاريخي المادي أنتجه خلط بين حركة بروليتاريا غير ناضجة مع المهام الضخمة التي تواجهها وفى مواجهة تشديد لينين على دور الحزب وقيادته شددت هي على الدور المحافظ الكامن فى مثل هذا الاختيار وباينت بينه وبين العفوية الثورية للجماهير فى نضالها مذكرتا بالإضرابات كتعبير خارجي عن النضج الداخلي للثورة ذاتها كثيرا ما بدأت تلك الإضرابات بدون تحضير أوحتى مجرد صناديق إضراب.
عبرت روزا ليكسمبورغ في الكتيب الذي دونته حول الإضراب الجماهيري كجزء من الجدل ضد لينين وخطته التنظيمية حيث اعتبرت ذاتوايين هؤلاء الذين يحاولون التخطيط للإضراب الجماهير محذرتا ضد المبالغة فى تقدير إمكانيات الحزب وبالتحديد قيادة الحزب.
فبالنسبة للوكمسمبورج كان فشل لينين فى تقدير هذا الميل المحافظ خطرا خصوصا فى ظروف روسيا حيث كانت الحركة البروليتارية شابة غير مكتملة النضج بعد فى تعديلها السياسي.
بالإضافة إلى هذه التحذيرات العاملة من مخاطر المركزية – المتطرفة للينين تتعامل لوكسمبورج مع قواعد الحزب والانتهازية فهي ترفض فكرة أن" طريق الانتهازية يمكن أن يسد بواسطة فقرات فى دستور الحزب"، فالانتهازية هي نتاج تاريخي ومرحلة حتمية فى الحركة وتعتقد لوكسمبورج: أنه من السذاجة تمنى إيقاف هذا التيار بواسطة معادلة موجودة فى دستور.
ذهبت روزا ليكسمبورغ بعيدا في انتقاداتها للنين معتبرتا خطته التنظيمية انحراف ذاتوي أو بيروقراطي عن التوجه التاريخي المادي أنتجه خلط بين حركة بروليتاريا غير ناضجة مع المهام الضخمة التي تواجهها وفى مواجهة تشديد لينين على دور الحزب وقيادته شددت هي على الدور المحافظ الكامن فى مثل هذا الاختيار وباينت بينه وبين العفوية الثورية للجماهير فى نضالها مذكرتا بالإضرابات كتعبير خارجي عن النضج الداخلي للثورة ذاتها كثيرا ما بدأت تلك الإضرابات بدون تحضير أوحتى مجرد صناديق إضراب.
عبرت روزا ليكسمبورغ في الكتيب الذي دونته حول الإضراب الجماهيري كجزء من الجدل ضد لينين وخطته التنظيمية حيث اعتبرت ذاتوايين هؤلاء الذين يحاولون التخطيط للإضراب الجماهير محذرتا ضد المبالغة فى تقدير إمكانيات الحزب وبالتحديد قيادة الحزب.
رد لينين ومفهوم المركزية
يقول لينين " في السياسة لا يوجد فرق بين الخيانة بسبب الغباء أو الخيانة بشكل متعمد ومحسوب".
اطلاقا من هذا، لا يمكن للحزب الثوري أن يشتبك بشكل مؤثر في نضالات الطبقة العاملة إلا إذا كان حزباً مركزياً يعمل كجسم واحد وبشكل منضبط. ولا يمكن لهذا الحزب أيضاً أن يتفاعل إيجابياً مع احتياجات العمال المتقدمين أثناء النضال إلا إذا كان حزباً ديمقراطياً.
وبين المركزية والديمقراطية، كما بين الحزب الثوري والطبقة العاملة، علاقة جدلية. إذا طغت المركزية عن الديمقراطية فسوف يغرق الحزب في الاستبداد. وإذا حدث العكس، فسوف يعاني الحزب حالة من العجز والشلل. كان لينين يعمد دائماً إلى تقوية الأجهزة المركزية في الحزب البلشفي، لكن دون إغفال أن المبادرة النضالية تقع بين أيدي الجماهير أنفسهم، ومهمة الحزب ليست في خنق تلك المبادرة لكن في تنميتها وتطويرها.
لقد أدرك لينين أن المنظمة الثورية يجب أن تستجيب بشكل مباشر لكل المتسجدات والمتغيرات السياسية، وعبقريته في الممارسة الثورية، في الاستراتيجية والتاكتيك، مثلت عاملاً أساسياً في هيمنته داخل الحزب البلشفي.
كان الفهم العلمي لدى لينين للحركة العامة التي يسير وفقها التاريخ، محصناً بتطلعات حركة الطبقة العاملة، وقد أعطى ذلك ثقة هائلة للينين في صحة ما كان يطرحه. ووفقاً لذلك، كانت القواعد والضوابط التنظيمية والعمل الروتيني داخل الحزب ذي أهمية ثانوية بالنسبة للممارسة السياسية العملية. وفي المسار الضيق بين الدوغمائية والإمبريقية، طور لينين النظرية الماركسية بشكل عملي، بما في ذلك نظرية الحزب الثوري، لأعلى درجة من الصحة تم التوصل إليها.
موقع النهج الديموقراطي من هذا النقاش؟ لا حزب ثوريا بدون وحدة فكرية ثورية
يعتمد نجاح الحزب الماركسي- اللينيني في أداء رسالته التاريخية على وحدته الفكرية والتنظيمية, لأن الوحدة الفكرية لا تكفي وحدها لأداء الرسالة التاريخية للحزب الذي يسترشد بالنظرية الماركسية- اللينينية, إلا إذا كانت هذه الوحدة الفكرية قائمة ومعتمدة على وحدة تنظيمية سليمة وصحيحة.
فمن جهة تقوم الوحدة الفكرية والتنظيمية للحزب الماركسي- اللينيني على أساس الاسترشاد بالنظرية الماركسية- اللينينية, وكذلك على أساس برنامجه ونظامه الداخلي اللذين يعكسان الانحياز والانضباط والخط الطبقي الواضح والهادف والواعي. أكد لينين قائلا: "نحن نسير جماعة متراصة في طريق وعر وصعب متكاتفين بقوة يطوقنا الأعداء من كل الجهات, وينبغي لنا أن نسير على الدوام تقريبا ونحن عرضة لنيرانهم. لقد اتحدنا بملء إرادتنا, اتحدنا بغية مقارعة الأعداء بالذات, لا للوقوع في المستنقع المجاور الذي لامنا سكانه منذ البدء لأننا اتحدنا في جماعة على حدة وفضلنا طريق النضال على طريق المهادنة".
ومن جهة أخرى مستحضر مقتضيات بناء حزب ماركسي ثوري في روسيا القيصرية، التي يمكن الاستفادة منها كتجربة خاصة في ظروف خاصة، تُستخلص منها استنتاجات عامة، قابلة للتطويع والتطبيق في ظروف مختلفة، ولكنها لا ترقى بالتأكيد لأن نتعامل معها كنظرية عامة في الحزب الاشتراكي الثوري. فثمة ظروف نضال قد تقتضي منظمة حزبية تقتصر على مناضلين محترفين، وأخرى قد تتطلب تنظيما حزبيا فضفاضا يتسع لكل من يتبنى برنامج الحزب، سواء كان مناضلا محترفا أو متعاطفا مع مبادئ الحزب ورؤيته ومتبنيا لبرنامجه. وغني عن الذكر أن السرية أو العلنية أو نصف السرية ونصف العلنية، هي أمور تخضع تماما للظروف العينية المحددة للنضال في المكان والزمان.
وفيما يخص الحزب والحركات الشعبية، لا مآل للتفتح على ديناميتها بحيث لا نجادل هنا في أن النضال الثوري، بما فيه تلك اللحظات السحرية للنهوض (في إضراب عمالي او انتفاضة طلابية أو تمرد فلاحي أو ثورة شعبية) لا يشمل في أي زمان ومكان كامل الفئة الاجتماعية أو الطبقة أو الشعب من أصحاب المصلحة في ذلك النضال، أو كل الساخطين على الظلم والاضطهاد والاستغلال والتواقين للحرية ولمجتمع وحياة أكثر عدالة وإنسانية. دائما هناك من يتقدم الصفوف، من يبدون استعدادا أعلى للمقاومة والتضحية ويظهرون شجاعة وإقداما، بل وإبداعا خلاقا ومدهشا، عادة ما يفوق أقصى توقعات الكوادر الحزبية الثورية.
ولنا في انتفاضات 1965, 1981، 20 فبراير أو ما بعدها اسطع الأمثلة عن الزخم الثوري الغير المؤطر الذي لم نكن مستعدين له والذي أبرز نوعية عفوية الجماهير الشعبية التي ستكون محددة في صلابة تنظيمنا من حيث قدرتنا على ادراجها في السيرورة الثورية من أجل مجتمع اشتراكي.
وبشكل عام، يجب بالضرورة أن يكون ماركس ولينين هما المرجعين الذين نستخدمهما لأي حكم عام على نظرية روزا لوكسمبورج حول الحزب في أوجه كثيرة كانت روزا لوكسمبورج اقرب من ماركس عن لينين تميزت بنقاط القوة عند ماركس، معارضته للانفصالية وتركيزه على الفعل الجماهيري للطبقة العاملة. تميزت أيضا بنقاط الضعف عند ماركس: رؤية مبالغة في التفاؤل وقصيرة النظر عن العملية التي تتحول من خلالها الطبقة من طبقة في ذاتها إلى لذاتها – الافتراض بان الوحدة الاقتصادية الموضوعية للطبقة العاملة تؤدى عفويا إلى وحدتها السياسية كمنتهى. بالتالي شاركت روزا ماركس في ميله إلى القدرية في مجال التنظيم. كذلك لن نقول انها كانت مخطئة في جدالها مع لينين في 1904، ولكن استطاع لينين، من خلال تجربة 1905، أن يصحح أحادية صياغاته المبكرة وبالتالي يحقق تفوقه الحاسم على ماركس، بينما لم تستطع لوكسمبورج أن تفعل ذلك لوعاشت لتستوعب وتتفهم تجربة الثورة الألمانية، ربما كان ممكنا، بل محتملا جدا، أن تحقق هذا التصحيح.
محمد بن الطاهر
نوفمبر 2016
مراجع :
خطوة إلى الوراء، خطوتان الى الإمام - لينين مايو 1904
الإضراب الجماهيري روزا ليكسمبورغ 1906
Masses et chefs Rosa Luxembourg 1904
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق