المكتسبات النوعية لحراكنا السلمي/الرفيق جواد الصابري
من بين المكتسبات النوعية التي حققها حراكنا السلمي، هو إحياء تلك القيم الريفية التي كانت تسير في طريق الإندثار والزوال مع هبوب رياح الإستيلاب من شتى الإتجاهات، وبروز حب الإنتماء والإعتزاز بالهوية والقومية الريفية والإفتخار بالأمجاد والملاحم التي صنعها أجدادنا لسنوات مضت ولا زلنا نستحضر ملاحمها إلى حدود اليوم، عودة "ثويزا" بقوة إلى المجتمع الريفي وترسيخ قيم العمل الجماعي والتعاون بين أبناء الريف الواحد دون تفاضل أو تفضيل لأحد على الآخر، خروج المرأة الريفية لتعبر جنب الرجل عن مطالبها هي أيضا وتشاركه في بناء ريف يتسع للجميع متساوون جميعا في الحقوق والواجبات...
هكذا كان الريفيون الأحرار لأزيد من سبعة أشهر متلاحمين فيما بينهم متضامنين يقدمون يد العون نصرة لبعضهم البعض في تآخ إيجابي قل نظيره ولا وجود لأي بذور للشقاق أو النزاعات الهامشية. بمعنى أدق، كانت العلاقات الإجتماعية قد بلغت أوجها وحققت نسبة عالية من التضامن ولم الشمل متحدين كقوة واحدة ضد عدو واحد. مع توالي الأيام ودخول الحراك مرحلة أخرى التي دشنها المخزن بمقاربته القمعية من خلال الشروع في عملية الإختطافات ومداهمة والبيوت وترويع الساكنة، تغيرت الكثير من الأمور شيئا فشيئا، كانت هذه المقاربة هي الحل الوحيد لفرملة امتداد فكرة الحراك وترسيخ قيمها ومبادئها في المجتمع أكثر فأكثر.
رغم ذلك، كان هناك صمود وتضحيات جسام لتحصين حراكنا سواء من طرف المعتقلين الأوائل الذين اقتيدوا إلى المخافر أو السجون، أو إخواننا المرابطين في الشوارع واستمروا في نضالاتهم دفاعا عن حرية المعتقل أولا وتحقيق مطالب الحراك ثانيا. كان الصراع غير متكافئ البتة بين أجهزة الدولة التي حشدت كل أذرعها ووسائلها لشيطنة وتسفيه الحراك وبين نشطاء وشباب عزل سلاحهم الوحيد هي حناجرهم التي كانت تصدح في كل أزقة وشوارع الريف نصرة للحق المسلوب والحرية المعتقلة في أرضنا الريف.
إلا أنه مع مرور الأيام والشهور، واستنزاف الأحرار والكيد ببعض العائلات والمعتقلين، سعت الأجهزة النشيطة لنشر بذور التفرقة وزرع الشكوك داخل بيت الحراك بصفة عامة، هكذا انطلق العد العكسي تدريجيا من أجل تبخيس وتمييع كل ما حققناه جماعة طول شهور من النضالات السلمية في الميدان وتقديم صورة آية في الرقي والحضارة. حيث ساهم في هذا التبخيس بحسن نية منهم أو بسوءها أولئك اللايفيون الذين أفرغوا الحراك من رمزيته وبدأوا بالنبش في أعراض الأفراد ومناقشة الأشخاص دون طرح أفكار إيجابية تعالج المرحلة للخروج من الأزمة، ظهور آفة التخوين المجاني والتهجم على كل ذات ريفية غيورة تريد الخير لأبناءها، محاولة استمالة بعض المعتقلين وزرع الشكوك فيما بينهم... شيئا فشيئا بدأ منسوب التعاطف مع الحراك داخليا وخارجيا يضعف ويخبو حتى وصل لما نحن عليه الآن، وكل هذا التشرذم والإنقسام البادي للجميع راجع بالأساس إلى تخاذل أصحاب الدار وعدم الحسم مع العابثين والمتاجرين بمآسي الأبرياء، زد عليه من لبس جلباب الحراك من أجل مصالحه الشخصية فقط والحراك منه بريء.
فكانت النتيجة هي فقدان الثقة بين النشطاء والمعتقلين وعامة الريفيين، تحول الحراك إلى عامل لفقدان العلاقات الإجتماعية بين الأشخاص، طغيان النظرة السلبية والسوداوية في صفوف بعض الحراكيين بعدما كان الأمل والإيجابية هي القاسم المشترك بين الجميع... فصار الريفي عدوا لأخيه الريفي بمجرد أن يختلف معه في فكرة ما أو بمجرد أن يظهر في صورة مع صديق آخر لا يتوافق معه فيقيم الدنيا ولا يقعدها بتدوينات كلها تخوين وتهجم واتهامات باطلة.
هكذا كان الريفيون الأحرار لأزيد من سبعة أشهر متلاحمين فيما بينهم متضامنين يقدمون يد العون نصرة لبعضهم البعض في تآخ إيجابي قل نظيره ولا وجود لأي بذور للشقاق أو النزاعات الهامشية. بمعنى أدق، كانت العلاقات الإجتماعية قد بلغت أوجها وحققت نسبة عالية من التضامن ولم الشمل متحدين كقوة واحدة ضد عدو واحد. مع توالي الأيام ودخول الحراك مرحلة أخرى التي دشنها المخزن بمقاربته القمعية من خلال الشروع في عملية الإختطافات ومداهمة والبيوت وترويع الساكنة، تغيرت الكثير من الأمور شيئا فشيئا، كانت هذه المقاربة هي الحل الوحيد لفرملة امتداد فكرة الحراك وترسيخ قيمها ومبادئها في المجتمع أكثر فأكثر.
رغم ذلك، كان هناك صمود وتضحيات جسام لتحصين حراكنا سواء من طرف المعتقلين الأوائل الذين اقتيدوا إلى المخافر أو السجون، أو إخواننا المرابطين في الشوارع واستمروا في نضالاتهم دفاعا عن حرية المعتقل أولا وتحقيق مطالب الحراك ثانيا. كان الصراع غير متكافئ البتة بين أجهزة الدولة التي حشدت كل أذرعها ووسائلها لشيطنة وتسفيه الحراك وبين نشطاء وشباب عزل سلاحهم الوحيد هي حناجرهم التي كانت تصدح في كل أزقة وشوارع الريف نصرة للحق المسلوب والحرية المعتقلة في أرضنا الريف.
إلا أنه مع مرور الأيام والشهور، واستنزاف الأحرار والكيد ببعض العائلات والمعتقلين، سعت الأجهزة النشيطة لنشر بذور التفرقة وزرع الشكوك داخل بيت الحراك بصفة عامة، هكذا انطلق العد العكسي تدريجيا من أجل تبخيس وتمييع كل ما حققناه جماعة طول شهور من النضالات السلمية في الميدان وتقديم صورة آية في الرقي والحضارة. حيث ساهم في هذا التبخيس بحسن نية منهم أو بسوءها أولئك اللايفيون الذين أفرغوا الحراك من رمزيته وبدأوا بالنبش في أعراض الأفراد ومناقشة الأشخاص دون طرح أفكار إيجابية تعالج المرحلة للخروج من الأزمة، ظهور آفة التخوين المجاني والتهجم على كل ذات ريفية غيورة تريد الخير لأبناءها، محاولة استمالة بعض المعتقلين وزرع الشكوك فيما بينهم... شيئا فشيئا بدأ منسوب التعاطف مع الحراك داخليا وخارجيا يضعف ويخبو حتى وصل لما نحن عليه الآن، وكل هذا التشرذم والإنقسام البادي للجميع راجع بالأساس إلى تخاذل أصحاب الدار وعدم الحسم مع العابثين والمتاجرين بمآسي الأبرياء، زد عليه من لبس جلباب الحراك من أجل مصالحه الشخصية فقط والحراك منه بريء.
فكانت النتيجة هي فقدان الثقة بين النشطاء والمعتقلين وعامة الريفيين، تحول الحراك إلى عامل لفقدان العلاقات الإجتماعية بين الأشخاص، طغيان النظرة السلبية والسوداوية في صفوف بعض الحراكيين بعدما كان الأمل والإيجابية هي القاسم المشترك بين الجميع... فصار الريفي عدوا لأخيه الريفي بمجرد أن يختلف معه في فكرة ما أو بمجرد أن يظهر في صورة مع صديق آخر لا يتوافق معه فيقيم الدنيا ولا يقعدها بتدوينات كلها تخوين وتهجم واتهامات باطلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق