جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عالم كئيب حقا ...الرفيق تاشفين الاندلسي

عالم كئيب حقا ...
بعد أن غادرت الأسرة المشردة مكانها أمام مقر عملي بعد هطول الأمطار الغزيرة الاسبوع الماضي تركت أغراضها في المكان نفسه بعد أن كوموهم تحت غطاءات بلاستيكية و انتقلوا للمبيت كما قيل لي أمام بناية ولاية الأمن مع تفقدهم لأغراضهم كل يوم بعد أن يفيقوا مصحوبين معهم تلك الطفلة الجميلة التي لم يتعد سنها بعد الست سنوات ... كنت تحدثت مع أحد التجار من الحي يظهر من خلال تحركاته و تصرفاته أنه يعمل ربما مخبرا ( لست متأكدا رغم أنني ألاحظ دفاعه المستميت على سياسة الدولة المافيوزية وبشكل متعمد من غير اقتناع و يفتخر بعلاقاته مع أطراف في السلطة أو البوليس ) لكنه يعتزم تأسيس جمعية في الحي للتنمية(كذا) ، تحدثت معه في قضية هذه الأسرة و قال لي يجب قطع دابر هؤلاء المجرمين و الدولة لا تستطيع معاقبتهم ، إنهم أقوى من الدولة ، قلت له حينها أن الدولة هي الأم الشرعية لكل هذا الخراب الذي ترى أمام أعينك و هي الساهرة على نماء هذه الظواهر المرضية و المآسي في المجتمع و تعتبرها وسيلة حاسمة في البقاء جاثمة على صدور المغاربة ، قلت له يمكن لك ان توصل هذا الكلام لمن تريد ، أصر لي هذا الكائن الغريب ( لربما أنا هو الغريب وسط هذا الوحل المتسخ ) أنه هو من أحرق لهم براكة كانت في ساحة مقابلة لإحدى المصحات بدعوى انهم كانوا يقومون هناك بالفاحشة ليلا أمام المصحة ... تساءلت معه : و رغم ذلك أيحق لك حرق براكة وسط المدينة من دون ان تعاقب أنت الشخص المفرد ؟ و ما ذنب تلك الطفلة الملاك و لو سلمنا بكلامك ؟ ذكرته بقضية تلك المصحة قبل أكثر من عشر سنوات لما حلت بها لجنة من الرباط ( هي تنتمي لجمعية الهلال الاحمر المغربي ) فوجدت هناك ماخورا كبير و فساد عارم عوض ان تجد هناك مصحة ... كان الماخور راقيا و لذلك انت لا مشكلة لديك بما أن هذا الفساد يمس علية القوم ، حينها القوادات رحلن مباشرة الى الامارات ، المهم تغيرت الادارة و تغير الطاقم في تلك المصحة و بدأ نوع من الجدية فهاجر الاطباء/المافيا تلك المصحة ( هذا غيض صغير من فيض كبير ) .
هذا الصباح يظهر ان السلطة لبت نداء صاحب الجمعية المخزنية و حضرت الى عين المكان في غياب العائلة المشردة و بحضور هذا الكائن المخزني القزم قاموا برمي كل تلك الأغراض في حاويات الأزبال المجاورة لكن ما لفت انتباهي و تقلصت عضلات قلبي لدرجة هددتني بالتوقف عن عملها الدؤوب لما رأيت شخصا ينتمي للسلطة و هو يلبس لباسا فخما لعله مقدم يرمق حذاء رياضيا يخص تلك الطفلة الملاك و يخطفها من يد من كان ينقل الاغراض الى الحاويات و يذهب بها الى داخل سيارة المخازنية ، لطالما رأيت الطفلة و هي لابسة إياها مع كيتمان جميل ، كم كنت افرح لما اراها و هي لابسة إياها . رأيت ذلك المشرد الذي تكفل بحمل تلك الأغراض للحاويات و هو ينظر باستعجاب لدمية جميلة خاصة بتلك الطفلة و هو يضحك و كذلك مظلة صغيرة تخصها أيضا كنت أراها معلقة في يدها و هي تحت الحائط لما يكون المطر يهطل ... هؤلاء "المسؤولون السلطويون" اعتمدوا في نقل تلك الأغراض على مشردين آخرين من ضحاياهم الذين لا يفتؤون في استعمالهم في اعمالهم القذرة ...
ذلك القزم كان فرحا للغاية ، لم لا و قد قام بفتوحات غاية البشاعة ..
إنه عالم كئيب فعلا .
الصورة أدناه تظهر فيها الطفلة واقفة و أمها جالسة الى جانب أغراض العائلة المغطاة بالبلاستيك ... الصورة أخذت الاسبوع الماضي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *