جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

القواعد الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط والعالم العربي-9-القواعد العسكرية الأمريكية في مصر

مصر: 

تعود نشأة القواعد العسكرية الأمريكية بمصر إلى عهد السادات, الذي أعطى لأمريكا منذ تأسيس قوات الانتشار السريع كافة التسهيلات داخل الأراضي المصرية , و على رأس هذه التسهيلات قاعدة قنا الجوية قرب الأقصر التي وضعها  تحت تصرفهم بالكامل, ولهذه القاعدة أهمية استراتيجية كبيرة حيث قال عنها هنري كسينجر في مذكراته ” لم أكن أفهم غباء السادات إلا حين طرد الخبراء السوفيت دون مقابل يطلبه من الولايات المتحدة, ثم حين وهب لنا قاعدة قنا الجوية عرفت أن العرب في طورهم للانهيار وقبول دولة إسرائيل كدولة بينهم دون اعتراض ” , تكمن أهمية قاعدة قنا الجوية في تلك الفترة في أنها مكنت أمريكا من مراقبة الخليج العربي والشرق الأوسط بطائراتها والعودة لقواعدها دون الحاجة للتزود بالوقود.
قاعدة قنا الجوية:
ولم يكتف بطل الحرب والسلام! بمنح أمريكا قاعدة قنا, بل أعطى قوات الانتشار السريع هبة أخرى هي قاعدة رأس بناس الحربية التي استعملتها أمريكا بكثافة في حرب الخليج, ثم أصدر قراراً يسمح للقوات الأمريكية باستعمال أي مطار عسكري مصري ترغب فيه!! , فقد قدم وزير الدفاع في حكومة ريجان شكراً للسادات في مؤتمر صحفي! قائلاً (لابد ان نُسدل جزيل الشكر لصديقنا أنور السادات الذي أشار علينا بضرورة تدريب قواتنا على القتال الصحراوي في صحراء مصر)

مناورات النجم الساطع

بدأت مناورات النجم الساطع عام 1980 كعملية تدريب ثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجيش المصري بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد  في 1979، إلى أن تضخمت هذه المناورة وشملت عدة دول بالإضافة إلى مصر والولايات المتحدة الأمريكية, دخلت قوات عسكرية أمريكية في تدريبات عسكرية عميقة صحراوية الطقس, جلها كان في سيناء والخليج العربي, وبعد استكمال التدريبات الموقعية، ومن ثم المناورات المحصورة فقط على القوات الأمريكية والمصرية, تمكنت قوات الانتشار السريع في ربيع عام 1984م من إقامة مناورة كبيرة ضمت 50 ألف عسكري, واشتركت فيها عدة دول مع القوات الأمريكية على رأسها الأردن ومصر, وفي عام 1989 م شمل التدريب والمناورات العسكرية بالإضافة لأمريكا والأردن ومصر قوات خليجية. وتدربت جميعها على كيفية القتال وتنفيذ الأوامر الصادرة من القيادة العسكرية المشتركة, وكلفت هذه التدريبات منذ بدايتها في عام 1980 م وحتى عام 1989م ما يقارب 41 مليار أنفق جزء منها لبناء ما يقارب 37 مخزناً للسلاح والقواعد العسكرية الثابتة, والمطارات.
ما أن أنهت قوات التدخل السريع تدريباتها السابقة, حتى صرح كوردسمان المستشار في وزارة الدفاع الأمريكية في مايو 1990 م وقال (يمكننا أن نحتفل اليوم بانتهاء المناورات العسكرية لقوات التدخل السريع التي أجريت في مصر منذ عشرة أيام, إذ من هذه التدريبات يمكننا أن ننشر ما يقارب 672 ألف عسكري وندير قواتنا الضاربة ببسالة وصلابة, فهذه القوات دُربت على القتال الصحراوي القاسي, وسوف تكون جاهزة للعمل إذا ما حصل غزو عراقي للكويت مستقبلاً)
الغريب أن هذا التصريح جاء ولم تكن هناك وقتها حتى بوادر أزمة بين الكويت والعراق, والأمر الآخر الأكثر إثارة للدهشة هو أن قوات الانتشار السريع هذه يبدو أنها أسست منذ عام 1976 م للقيام  بتلك المهمة, حينما نعرف بأن حجم القوات الأمريكية التي شاركت في حرب الكويت الأولى كانت بالضبط نفس الحجم الذي صرح به كردسمان !!
هناك دراسة أخرى حديثة للكاتب والصحفي الأمريكي وليم أركن حول العلاقات الأمنية والعسكرية بين مصر وأمريكا ضمنها مجلده الضخم (“الأسماء المشفرة: حل شيفرة الخطط والبرامج والعمليات العسكرية الأمريكية في عالم ما بعد 11 سبتمبر”- ) يقول فيها:
– إن العلاقة الأمنية حميمة جداً بين المخابرات المصرية و”السي أي إيه”، وتعتبر مصر “أحد الشركاء العرب الصامتين، الذين يستضيفون القوات الأمريكية خفيةً، ويتعاونون مع المؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية، ويدعمون العمليات الأمريكية دائماً تقريباً”.
– وحسب أركن، فقد كانت توجد وقت أحداث 11 سبتمبر قاعدتان عسكريتان تابعتان للقيادة الوسطى في مصر، بالإضافة لعشرين مرفق عسكري مصري تحت تصرف القيادة الوسطى الأمريكية، وقد خزن العتاد الأمريكي بصمت في مصر، وأبقيت قواعد جوية وبحرية بأفضل حال لحساب القوات الأمريكية، منها قاعدتي القاهرة شرق والقاهرة غرب الجويتين، وقاعدة وادي قنا .
– وفي عام 2001، منحت مصر حق المرور لأكثر من 6250 طلعة جوية أمريكية، ولحوالي 53 رحلة للبحرية الأمريكية، وتقوم البحرية والغواصات الأمريكية بزيارات منتظمة للإسكندرية، رأس التين وللغردقة وبور سعيد والسويس.
– ويضيف أركن أن التعاون ازداد عقب تحول مصر إلى داعم أساسي للحرب على “الإرهاب” بعد 11 سبتمبر، حيث كان حسني مبارك أول رئيس عربي يعلن دعمه للعملية المستمرة (غزو أفغانستان)، ويقدم حق العبور للسفن وللطائرات الأمريكية، فضلاً عن الخدمات الأمنية.
– وفي يوليو 2003، عقد فريق العمل المشترك المصري – الأمريكي لمكافحة “الإرهاب” اجتماعه الأول في واشنطن، وفي يونيو 2004 رسمت مصر شريكاً كاملاً في منتدى الحوار المتوسطي مع حلف الناتو.
ويختتم أركن تقريره عن مصر بقوله: بالرغم مما يظهر في وسائل الإعلام من احتكاكات سياسية وضغوط على النظام المصري، يبقي التعاون الأمني والعسكري بين البلدين بأفضل حالاته، وظلت مصر حلقة مركزية في استراتيجية قيادة القطاع الأوسط حتى وهي مستهدفة سياسياً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *