جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

سعاد براهمة تتذكر اما من امهات سنوات الرصاص

الى روحك الندية امي ، الى روحك الزكية الطاهرة ، ابعث سلامي واشتياقي وحبي وامتناني ، إليك مني ومن كل اخوتي وكل من احبوك وقدروك وقدروا عطاءك وسخاءك المنقطع النظير ، الف تحية وألف شارة نصر ، نامي امي بسلام قريرة العين ،مرتاحة الضمير والفؤاد ، فقد أعطيت فتفانيت ، وربيت فأحسنت ،وكنت عونا وسندا للجميع وعنوانا للنضال والصمود ولازالت....لن ننساك والدتي ...ونأسف لأننا لم نستوفيك حقك ، ولم نعتقد أن الموت الغادر سيخطفك قبل أن نقول لك شكرا ،وأنك أبهى وأجمل الامهات ....
ففي فجر مثل هذا اليوم من ثاني يناير ٢٠١٦ غادرتنا امي وكأنه الأمس ، بعد تسعة ايام من الصراع مع الأزمة الصحية المفاجئة التي ألمت بك ، لن أنسى تفاصيل ذاك اليوم المشؤوم ،ولن أنسى دهشتك والفزع بعينيك بالمصحة التي نقلت إليها على وجه الاستعجال ،وأنت تحاولين إقناع الطبيب أمام دهشته من عدم قدرتك على تحريك اطرافك بأنك كنت بصحة جيدة ،وأنك لا تفهمين ما يحصل معك ،لن أنسى ارتباكي وعدم قدرتي على الجواب على أسئلة الطبيب الموجهة لي عن ملفك الطبي والادوية التي تستعملينها بينما تجيبينه انت بكل ثبات وتؤكدين عليه بخصوص الدواء الذي نصحك الطبيب بالتذكير به عند اي تدخل طبي ، لن أنسى الرهبة في عينيك وأنت تحثينني على السعي بكل جهد لحث الأطباء على العناية بك وبذل كل الجهود من اجل انقاذك ، لن أنسى تسارع الأحداث وإدخالك للعناية المركزة وخضوعك للتنفس الاصطناعي ، ولن أنسى اضطراري لأخبار إخوتي وأخي المصطفى الذي كان بعيدا خارج الدار البيضاء محاولة إقناعه بأن الأمر ليس خطيرا ،وقد قلتها عن صدق ،ويمكن أن ينتظر الى الغد ، لكن حدسه كان قويا كعادته اقوى من حدسي وآمالي، فقاد طيلة الليل ،ولم تكد تشرق عليه شمس اليوم التالي الا وهو بالمصحة يطمئنك انه بجانبك ،،،،،ورغم خطورة الوضع الذي سببه النزيف المفاجئ الا اننا لم نفقد الأمل في نجاتك كما لم تفقديه انت .....الا ان الموت بساديته المعهودة كان له رأي آخر حيث توقف قلبك عن النبض في فجر مثل هذا اليوم ....رحيلك كان ولازال موجعا لنا كلنا ، ولكل من عرف قوتك على تجاوز المحن، وصمودك وتحديك لكل الصعاب،.. لازال كل يبكيك كلما جاء ذكرك ولو في معرض الحديث ....لازلنا امي نبكيك حتى ولو تذكرنا طريفة من طرائفك حيث يختلط البكاء بالضحك...لازال الجميع يذكر صمودك خلال اعتقال المجموعة ٢٦ رفقة باقي أمهات المعتقلين السياسيين ، وكيف جبتن المغرب خلال سنوات الرصاص للتعريف بقضية المعتقلين السياسيين والمطالبة بإطلاق سراحهم ،وكيف خضتن الإضراب عن الطعام تضامنا مع أبنائكن...لن ننساك امي ولن ننسى كل الامهات اللواتي غادرونا فتاريخ صمودكن تتحاكا به الأجيال السابقة وستحكيه الأجيال اللاحقة....
فلترقدي امي بسلام وسكينة ولتعرف روحك الطمأنينة فقد أنجبت من يحاكيك قوة وصمودا وعزة نفس وشموخا
فمن أنجب ...لم يمت....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *