جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الرفيقة زينب السايح ..رسالة إلى صديقتي ورفيقة دربي سيمان





رسالة إلى صديقتي ورفيقة دربي سيمان. Siman Tagrawlit
معذرة صديقتي العزيزة لن ابدأ رسالتي بالتحية لأنه ببساطة كما تعرفين رأيتك صباحا عندما صاحبتني للعمل وثانيا لأنه ليس وقت توزيع التحايا الصباحية.
اتعلمين يا صديقتي ان هناك مشردا مر من هنا هذا الصباح وحكى لي بحرقة كبيرة كادت الدموع تنهمر من عينيه. يشكي لي وضعه البىئيس كباقي المشردين دون مأوى. ويتمنى الموت لنفسه ولولا مخافة الله لقتل نفسه كما يقول.ماذا ساحكي لك يا عزيزتي، الوضع كما هو عليه لاجديد تحت شمس المخزن. من اين سابدأ واين سانتهي. ولكي لا اطيل عليك فانا أعرفك غارقة في تتبع احوال المدمنين ومعاناتهم في الحصول على الجرعة وكذالك ظروف العمال والعاملات والمصابين بفيروس كورونا. اعرفك ايضا متتبعة لما يحدث لضحايا القمع الاستثنائي ولو ان القمع لم يكن يوما استثنائيا. فنحن واعيات جدا ان الدولة لم تهادن يوما عن ممارستها للقمع لكل الاصوات الحرة ولكل المقهورين ولم تتراجع يوما عن ممارسة الصراع والهجوم على المكتسبات. نعلم ان الصراع الطبقي لا يتوقف في ظل نظام طبقي مبني على استغلال واضطهاد الطبقات المستغلة.
عودة الى الموضوع وكما تعرفين انني لا أثقن لعبة الانتظار اتصلت بك هاتفيا وبإيجاز لاحذثك عن هذا المتشرد.ها هنا الٱن اكتب لك لكي افرغ ما في قلبي من ألم وحسرة علي أطارد مافي خاطري من هواجس وهلوسات.
عبد الإله انسان مدمن يتعاطى المخدرات عن طريق الحقن ولأن ظروف الإدمان جد قاسية كما تعلمين أدت به نحو الشارع ليكون عرضة للاهمال ولكل اشكال سوء المعاملة. وكالعادة عبد الإله وكغيره من المدمنين والمرضى العقليين والمشردين في كل زيارة ملكية لطنجة تكون هذه الفئة عرضة للتهجير والترحيل الى غابات بعيدة عن محيط طنجة. إنها نفس السياسة التي ينهجها النظام مع مهاجري جنوب الصحراء تماما لكي ينال كرم وعطف الإتحاد الأوروبي. هذه المرة ليست ككل المرات، خاصة وان الوضع عامة جد سيء ولا مجال للأخطاء.ولان هذا النظام لايستفيد من اخطائه كعادته ها هو يعيد ويكرر نفس الممارسات في حق المشردين. حافلات تتكدس فيها كل الفئات الهشة من متعاطي مخدرات ومرضى عقليين ومنسيين والوجهة لا أحد يعرف. عبد الإله لطفت به الأقدار وكانت وجهته غابة ميريكان المتواجدة خارج مدينة طنجة في حين ٱخرون يلقى بهم بعيدا على طريق العرايش وغابة عمامرة والقنيطرة.
كنت اظن ان المقاربة ستتغير وكنت اعتقد ان المخزن سيفتح باب المساجد والفنادق المغلقة لاستقبال هذه الأفواج الكبيرة ضحايا السياسات العمومية وكنت ايضا اتصور ان الأمور ستتغير حتى لا نساهم في انتشار الفيروس،وحتى نضمن لهؤلاء المشردين الحق في الصحة اولا و المأوى والأكل حتى لايعم الاختلاط وخرق قانون الطوارئ.
كنت اعتقد ان هذه التدابير الاحترازية ستكون شاملة للجميع وسيعم التضامن حتى لا يكون المغرب في لائحة الدول الأكثر تسجيلا لحالات الموت والاصابة. لكن خاب املي مع الأسف. كنت احلم بأشياء صغرى ربما مستعصية ولا يمكن تحقيقها لكنها كانت احلاما صغرى. لم نطلب شيئا أكبر. لم نطلب تقاسم السلطة ولم نطلب فصل السلط ولم نطلب توزيع الثروة ولم نطلب حذف ميزانية القصور لان الوضع كما يقول البعض ليس وقت محاسبة وسيأتي الحساب بعد. لكن في نفس الوقت لو استمر الحال كما عليه لن نصل يوما إلى هذا اليوم لأننا ببساطة سنكون تحت رحمة كورونا.
رفيقتي الوضع لا يستلزم الصمت و لان كما قال ماركس إذا كنت تريد ان تكون تافها ماعليك إلا أن تدير ظهرك لهموم الٱخرين. هؤلاء الٱخرين الجياع والمرضى والمشردين والمفقرين هم بشر كغيرنا وجبت حمايتهم والدفاع عنهم وعدم السكوت لما يقع لهم. في النهاية اختم رسالتي بقولة نيلسون مانديلا ( فليس حرا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة) فكرامتنا من كرامتهم.
قبلاتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *