جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

وباء الأنفلونزا الكبير/الرفيق احمد بطاح

إن وباء الأنفلونزا الكبير الذي أهلك في باريس خمسة آلاف شخص في بضعة أسابيع، لم يؤثر إلا قليلا على المخيلة الشعبية. فهذه المذبحة الكبرى لم تتجسد في صور مرئية ومكشوفة، وإنما فقط من قبل التأشيرات الأسبوعية للإحصائيات. ولو حصل في نفس اليوم وعلى الساحة العامة حادث أودى بحياة خمسمائة شخص فقط بدلا من خمسة آلاف، كأن يقع برج إيفل مثلا، لولد تأثيرا ضخما وهائلا على النفوس. والخسارة المفترضة لقارب عابر للأطلسي انقطعت أخباره، واعتقد أنه غرق في وسط البحر، أثر بعمق طيلة ثمانية أيام على مخيلة الجماهير. هذا مع العلم أن الإحصائيات الرسمية بينت أنه قد غرق في نفس السنة ألف قارب وزورق. ولم تكترث الجماهير لحظة واحدة لهذه الخسارة الجسيمة التي تزيد أضعافا مضاعفة من حيث الأرواح البشرية والسلع عن الخسارة الأولى.
نستنتج من ذلك إذن أنه ليست الوقائع بحد ذاتها هي التي تؤثر على المخيلة الشعبية، وإنما الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع. وينبغي على هذه الأحداث، عن طريق التكثيف، إذا جاز القول، أن تولد صورة مؤثرة وأخاذة تملأ الروح كالهوس. إن معرفة فن التأثير على مخيلة الجماهير تعني معرفة فن حكمها.
غوستاف لوبون، علم نفس الجماهير. 1895.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *