جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

كفى استغباء واستحمارا للمغاربة!!!الرفيق حسين بنعيسى

كفى استغباء واستحمارا للمغاربة!!!
شعار "ابقى فدارك" ينم عن تشخيص سيء جدا جدا لطبيعة المواجهة مع الوباء، هذا إذا تحدثنا من الناحية الصحية وفقط! ناهيك عن أن هذا الشعار المرتجل، يعكس تخبط الدولة وارتجالية عملها تجاه الكارثة، وهو المسؤول مباشرة عن الغلاء الذي اشتعل في الأسواق، وعن التخاطف الهمجي للطبقة الوسطى على المواد الغذائية والأسواق الممتازة.
من الناحية الصحية وحدها، وهذا ما أثبتته التجربة الوحيدة الناجحة لحد الساعة في الحد من تطور الفيروس، أي تجربة مقاطعة هيوبي وتحديدا ووهان بالصين، المفروض تعبئة شاملة ومتناغمة لعموم الجماهير الشعبية في معركة مقاومة الوباء، وهي الطريقة الوحيدة الناجعة لحصر تفشي الفيروس.
* يفترض أن تتم عملية تعقيم جميع الأحياء السكنية بجميع المدن شبرا شبرا على مدار الساعة ليل نهار وطيلة المحنة، وهذا يستلزم عنصر بشري مهم عددا وعتادا، وهو ما لن يتأتى إلا بتظافر جهود الساكنة، فيما ينبغي توفير المواد الطبية اللازمة من طرف السلطات والجهات المختصة!
* يفترض إحصاء وجرد القاطنين في جميع الوحدات السكنية وتنظيم عمليات فحص روتيني للحرارة والأعراض الناجمة عن الوباء، عند مداخل الأحياء السكنية والمرافق التي لا يمكن أن يتوقف فيها العمل، وهذا يستلزم انخراط السكان، واستخدام معدات إضافية كالمحارير الإلكترونية والتطبيقات الذكية، وتحرير الإنترنت للعموم.
* يفترض توفير مستشفيات مؤقتة استباقية ذات طاقة استيعابية تفوق حتى التقديرات القصوى، وتأهيل الجامعات والمدارس والمساجد لتستقبل المرضى، وفي جميع المدن التي صارت اليوم بؤرا للوباء!! وهو ما يستدعي إلى جانب مساهمة الجيش في بناء هذه المستشفيات المستعجلة ومراقبة السير العادي للعمل فيها، مشاركة العمال والشباب المتعلم والممرضين المتدربين وكل القوى النشيطة للمجتمع.
* الحجر الصحي لا ينحصر في حث الناس على البقاء في المنزل، وليس مهمة قمعية حتى تقتصر على الجيش والبوليس والقوات المساعدة، وإلا فهمنا أنه حظر تجوال سياسي غير معلن. الحجر الصحي يشترط كحد أدنى تعويض جميع الأجراء والعمال والحرفيين والتجار الصغار المتضررين.. توفير تموين غذائي مجاني للمياومين والفقراء والأسر التي لا تستطيع توفير حاجياتها في شروط كهذه، وإيصال المؤن إلى قلب الأحياء السكنية، والإعفاء المؤقت من آداء فواتير الماء والكهرباء.
* أنذاك يمكن الحديث عن الجانب الثاني وهو الوعي الشعبي بأهمية الانخراط في دينامية وتعبئة بهذا الحجم، (والذي يمتد من تغيير العادات غير الصحية البسيطة، والبقاء في المنزل إلا للضرورة، مرورا بالتضامن والتكافل الاجتماعي.. إلى حدود التطوع في مختلف الأنشطة التي تفرضها معركة التصدي للوباء) ولكي نكون صرحاء مع أنفسنا، فالنظام السياسي بمجمله غير قادر على هذه التعبئة، لأنه فقد مشروعيته وثقة الناس فيه إلى أبعد الحدود، ناهيك عن مستويات الأمية التي وحده يتحمل مسؤوليتها. لكل ذلك وجب تحرير الدينامية الشبابية والشعبية أولا وأخيرا لأنها وحدها الكفيلة بتعميم التوعية والتحسيس وإنقاد البلد من الكارثة.
* الصناديق التي استحدثت والتي لم تستحدث بعد، ليست مناسبة للاستعراض السياسوي الضيق، وإعادة تلميع وجه السلطة والحكومة، كلها أموال نهبت من دافعي الضرائب والريع وعرق المنتجين الحقيقيين لفائض القيمة، وليست منة من أحد، بل قليل من كثير، وإذا ما أرادت الدولة "فعلا" تصريفها في محاصرة الوباء، فعليها "مشكورة" إنفاقها في المعدات والمستشفيات الميدانية ومواد التعقيم والأدوية المساعدة على العلاج لأننا قد نحتاج كل ذلك في الأسابيع القادمة.
حين تخاض المعركة بواسطة القوى النشيطة للشعب، بتظافر جهود الأطباء والممرضين والجنود والعمال والفلاحين والتجار والأساتذة والمعطلين والطلبة... أنذاك فقط يمكن الحديث عن أقل الخسائر، وكسب المعركة ضد الوباء، أنذاك فقط (ورغم شح الإمكانات) يمكن التقليل من الأضرار وتفادي السيناريو الأسوء. أنذاك فقط يمكن أن يعتبر شعار "ابقى في دارك" ذا معنى، لأنه سيكون جزء من شعار أعم وهو "دير لي عليك"!
"دير لي عليك" تعني تحمل المسؤولية من موقعك:
- لي خصو يبقى فالدار يبقى فالدار وعطا الله كيفاش يساهم فحصر تفشي المرض من دارو: يخيط كمامات، يطبع منشورات تحسيسية، يعاون فالتعبئة فالإعلام على الأنترنيت، يقري وليداتو...
- لي غا يخرج يكون داير احتياطاتوا، الكمامات الطبية واحترام المسافة مع الناس أمام المحلات وما يخرج غير للضرورة..
- لي فشي حومة يدير النوبة مع جيرانوا ويعقموها ليل ونهار طيلة الأسابيع القادمة.
- لي طبيب يخرج يتقاتل، يوعي الناس، يشخص الأعراض، الأطباء ديال الصين واسبانيا وفرنسا وإطاليا راه الكمامة ديالهم لصقت على الجلد..
- لي خياط دالسدادر يخيط شي 250 سرير خلاها هاذاك..
- الشباب لي قاد يريسكي يخرج يتقدا للناس الكبار وذوي الاحتياجات الخاصة وينظم عملية التموين..
- الفلاح يوفر الحاجيات الغذائية.. مول التعاونية دالحليب... إلخ
إلخ.. إلخ.. إلخ..
ماشي سطوكي السلعة وابقى في دارك، ولي مقودة عليه كايموت حذاك بالجوع!
ماشي الوباء وصل 54 واحد وباقي ما بدينا نعقموا زناقي، ما تبناو مستشفيات مؤقتة ما حبسوا الشركات دالكابلاج ما تا وزة!!!
ماشي حبس الناس من الخدمة وقوليها موتي بالجوع ودير عليها حظر التجوال ولي هضر يرعف!
لأن هاذ التدابير المبتورة إلى مشا حتى خرج الوباء عن السيطرة -وهذا وارد بالنظر لما يقع في العالم- نتيجتها غا تسدوا علينا الديور وتقولوا لينا "موت فدارك".
رسالة أخيرة لبعض المناضلين.. الذين للأسف أصبحوا حمائم وديعة بفعل مجريات الأحداث، وكنعذرهم، لا داعي تبقاو دخلوا للفايسبوك غير باش تقترحوا على الدولة شنو تعمل بحال إلا كتعمروا الشبكة، ولا داعي للثقة المفرطة، وعبارات تحسب لها ولا تحسب لها.. وسب الشعب "لقلة وعيه".. ستمر الأزمة، وإذا بقينا بالروح، سنتذكر جيدا مواقف الجميع، كنا دائما في صراع راديكالي مع النظام والدولة كأداة تحمي مصالح من هم فوق، وهي المسؤولة عن الوضع البئيس الذي نعيشه، وبسبب سياساتها يجد شعبنا اليوم نفسه أعزلا في مواجهة وباء ليس له سابق عهد به، بمعدات بدائية للغاية!! ولن نأتي اليوم لنلمع وجه النظام والدولة بدافع الخوف من الوباء أو غيره. وهذا كلامنا الأخير الذي سنحيا ونموت عليه.
فكفى من استحمار بعضنا البعض لأن آخر ما تحتاجه المرحلة هو المزيد من الغباء!!!
حسين بنعيسى 19 مارس 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *