جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

وداعا زهير/الرفيق عبد الرحيم الهندوف

وداعا زهير
صورة تذكارية مع عاملين صديقين لم ينفصلا عن بعضهما طوال سنين. بدآ مشوارهما النضالي بضيعة عين الشيخ صوديا سابقا وبقيا كذلك حتى فصلهما المنون. الفقيد العجالي زهير في الوسط والقصري أحمد على يمينه. لم تفصلهما عن الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) كل محاولات القمع و الإغراء. ظلا صامدين حتى بعد تصفية شركة صوديا والضيعة التي رأيا النور فيها . ترعرعا واشتغلا فيها كآبائهم وعاشا لحظات انفلاتها من أياديهم وتوديعها لهم لتتحول إلى مدينة أطلق عليها إسم تامسنا. نبتت عمارات وفيلات مكان أشجار الليمون والكروم وسفلتت شوارع فوق أرض ألفت سنابل القمح والمروج. هذا مقابل تعويض متواضع سد حاجياتهم لبضع شهور. ورغم تواضعه استثني من هذا التعويض بضع أنفار من العاملات جلهن مسنات كن يشتغلن كمؤقتات. استمر زهير برفقة رفيقه القصري في الاتصال بالجامعة قصد تمكين العاملات المقصيات من حقهن. تواصل ذلك الإلحاح والنضال والاحتجاج أمام مقر شركة صوديا والتواجد في مسيرات فاتح ماي كل سنة تحت يافطة الجامعة. تم إحراز مطالبهن سنة 2016 أي بعد 13 سنة من النضال والصمود.
واليوم لا زال دوار عين الشيخ أو كما يسمى دوار صوديا متواجدا بأكواخه وطابعه القروي وسط مدينة تامسنا. يحكي تاريخ أرض سلبها الاستعمار من أصحابها الشرعيين وسلمها للمعمرين. استرجعتها الدولة سنة ثلاثة وسبعين، وعوض إرجاعها لمالكيها الأصليين، احتفظت بها ومولت عجز استغلالها من طرف صوديا طوال سنين من أموال الشعب والكادحين. بعد حل صوديا بيعت للعمران ب 20 درهما للمتر الواحد واليوم تباع المباني بالملايين من طرف المضاربين. وورثة مالكيها الشرعيين ينتظرون إعادة إيوائهم منذ سنين.
سنة 2016 احل بالصديق والمناضل زهير مرض عضال قاومه يصمود المناضلين. لكن الحمام ضرب له موعدا يوم 27 أبريل 2020. أخذه ولم يمنحه الوقت لإطفاء شمعة ميلاده الخمسين. تاركا وراءه زوجة ثكلى وثلاثة يتامى مكلومين.
الصورة أعلاه ذكرى لزيارة قمت بها له يوم 28 أبريل من السنة الفارطة. طلبت منه على إثرها المشاركة في تظاهرة فاتح ماي 2019. لبى النداء وتظاهر راكبا سيارة. كانت سيارة محملة باللافتات ومكبرات الصوت. وكان هو محملا بهموم المرض وذكريات سنوات مرت. مفعمة بحيوية الشباب والنضال المستمر . كانت الابتسامة لا تفارق محياه كما عهدناه وهو يردد الشعارات بصوت خافت يكاد لا يسمع. لكنه يصدح من عرفه وعاشره لعقود على درب النضال ولم يبرح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *