جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب المكتب التنفيذي شهادة أب الشهيد مصطفى الحمزاوي

الجمعية الوطنية لحملة الشهادات
المعطلين بالمغرب
المكتب التنفيذي
شهادة أب الشهيد مصطفى
الحمزاوي
بمناسبة التحضير لتخليد الذكرى 27 لإستشهاد مصطفى الحمزاوي أحد رموز كفاح المعطلين ضد الإقصاء والتهميش، نقدم شهادة جاءت على لسان والد الشهيد في جلسات الإستماع التي نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من 12 فبراير إلى 02 يوليوز 2005 تحت شعار:
” شهادات بدون قيود من أجل الحقيقة”
نص شهادة الأب :
إخواني أخواتي، أنا أب الحمزاوي مصطفى، إبني اعتقل من طرف البوليس يوم 15 ماي1993، قتلوه يوم السبت بين العصر والمغرب (في اليوم الموالي للاعتقال). ولما وصلتني الأخبار بأن إبني مات عند البوليس وذلك مع السادسة بعد الزوال، ذهبت عند وكيل الدولة، وقالوا لي أنه خرج، ولن يعود حتى الصباح، وعدت صباح يوم الثلاثاء فقالوا لي إنه في المحكمة.
وجدت البوليس في الباب، سألني أحدهم :
من أكون؟
قلت أنا أب الحمزاوي مصطفى الذي توفي عندكم بمركز الشرطة.
قال لي : ابنك انتحر،
سألته : كيف انتحر إبني؟
قال لي : إنتحر بالزنزانة.
قلت له : هل يوجد الحبل بالزنزانة لكي ينتحر ابني؟ أنا أعرف(ظروف) الزنزانة لأني مكثت بها 15 يوما في عهد الاستعمار، إذ كنا لا نجد منديلا حتى لمسح أنوفنا. إبني لم يفعل شيئا، لم يقتل أحدا
سألني : هل حقا كنت مقاوما.
قلت له : خرجت في الكثير من المظاهرات، شاركت في المسيرة الخضراء، قاومنا من أجل الاستقلال، وها أنتم الآن تقتلوننا وتقتلون أبناءنا. لا يعقل أن يقتل أبناء الشعب من طرف البوليس (لأنهم يطالبون بحقوقهم).
قال لي : كفى الآن، أين ستدفن ابنك؟
قلت له : لن أدفنه حتى أعرف ماذا فعل حتى يقتل، لن أدفنه حتى يكشف عنه الطبيب.
قال : إبنك كشف عنه طبيبان،
قلت : سآتي بالطبيب(طبيب آخر) ليكشف عنه من أي مكان.
قال : سنعطيك سيارة إسعاف لتحمل جثته و تدفنه.
قلت : إبني سيبقى هنا (عندكم، و لن أتسلم جثته)
جاء طبيب من الدار البيضاء، كشف عنه و دخل معه أصهاري أحدهم يشتغل بفرنسا، بقيت جثة إبني بالمستشفى 15 أو 17 يوما … لم أتذكر بالضبط، و يوم أرادوا دفنه (كرها و بدون إرادتي و إرادة رفاقه) أتى الوكيل العام للملك من مدينة مكناس، و قال لي: سنعطيك سيارة أجرة (المقصود رخصة سيارة أجرة). قلت له لا أريد شيئا أنا كافحت من أجل (الكرامة ومن أجل أن ألقنها لأبنائي) إدفنوه أو ارموه.
بقي المنزل مطوقا ليل نهار بالبوليس. لا يدخل ولا يخرج منه أحد. كتبت شكاية، وذهبت عند مدير الديوان، قال لي :
أنت من خنيفرة؟
قلت : نعم.
أراني جريدة بها صور إبني، وقال لي : الجريدة إطلع عليها الملك، وقال لي إذهب حتى نستدعيك من مكناس.
جاءوني بالاستدعاء، كانوا ثلاثة. البوليس الذين كانوا مكلفين بالحراسة أحدهم اسمه ”المنصوري”، وصلنا إلى مكناس ونادوا علي أنا و بعض المحامين. وقالوا لي إن ابنك من عصابة المعطلين.
قلت : من قتله؟
قال لي : إبنك مات وكفى…
مرت الآن 11 سنة (منذ تاريخ الشهادة 2005) ولم أعرف حقيقة وفاة ابني ” الله ياخذ الحق”.
والسلام عليكم.
المصدر : كتاب :” الأنشطة العمومية للاستماع لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان” منشورات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ط : يونيو 2006/ منشورات التضامن / ص 105-106
* ارتأينا ترك الشهادة معانقة لعفويتها، و لغتها البسيطة، المترجمة طبعا عن اللغة الأم للأب ( الأمازيغية )، و ما وضع بين قوسين هو من عندنا، من أجل الإيضاح، دون المساس بمضمون الشهادة.
عن المكتب التنفيذي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *