جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

النهج الديمقراطي الكتابة الجهوية / الشمال بيان صادر عن اجتماع الكتابة الجهوية

     النهج الديمقراطي 
الكتابة الجهوية / الشمال

بيان صادر عن اجتماع الكتابة الجهوية

اجتمعت الكتابة الجهوية للنهج الديمقراطية نهاية الأسبوع الماضي عبر التواصل الرقمي الذي فرضته الظروف التي تعيشها بلادنا في مواجهة جائحة كوفيد 19، ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه بعد تجديد الكتابة الجهوية.
وكانت مناسبة تداول فيها أعضاء الكتابة مستجدات الوضع السياسي في ضوء تفاقم الازمة الإنسانية الناجمة عن تداعيات جائحة كوفيد 19 التي تظل قائمة الأشياء المسكوت عنها حول خبايا هذا الوباء في صلب الجدل الدائر والذي يفرز حالة مخيفة وأجواء مشوبة بمحاذير وانتقادات تطغى على كل النقاشات السياسية، لما يشكله من تحدي خطير مفتوح على العديد من التحولات المستقبلية، لكن بالمقابل تطارح الرفاق والرفيقات عدد من المواضيع ذات الصلة بالذات على مستوى الجهة، وأهم التوجهات الممكنة التي ينوي التنظيم القيام بها خلال المرحلة المقبلة. فضلا عن التطرق لمضاعفات الوباء على الطبقات الشعبية وخصوصا العمال الذي يشكل إنكارا إضافيا لوجودهم الاجتماعي بسبب نزول خطير لمؤشر الإحساس بانعدام الكرامة، حيث وجدت نفسها بين مطرقة الاستغلال البشع للباطرونا وسندان فقدان الأمان في ظل نظام اجتماعي متخلف لا يقيم أي حماية ضامنة لمكتسباتهم، وقد خلص الاجتماع إلى إصدار البلاغ للتأكيد على النقط التالية:
يعتبر التهديد الذي تواجهه بلادنا بالعودة إلى المربع الاول في تدبير جائحة كرونا بعد ظهور مؤشرات دالة على ارتفاع عدد المصابين والوفيات، ما هو إلا تعبير واضح عن فشل الحكومة في سياستها مما يساهم في تفاقم الوضع الاجتماعي المهدد بالانفجار نتيجة ما تعانيه الطبقات الشعبية وخصوصا العمال من حيف مزدوج: الاستغلال البشع لقوت عملهم وتعريض حياتهم للخطر بسبب غياب شروط السلامة والحماية من الوباء.
تسجل الكتابة بقلق بالغ تفاقم الوضع بطنجة التي تعرف ارتفاعا غير مسبوق في عدد الاصابات الناجمة عن بؤر وبائية آتية من المعامل ( رونو، ليير، ديلفي، برينكس...) مما يساهم في تعميق الاستغلال المفرط للعمال وامتهان كرامتهم وتعريض حياتهم للخطر، وهو ما يفند المزاعم بعدم احترام المواطنين للاجراءات الاحترازية المقررة في محاولة يائسة لاستباق احداث احتمالات تدحرج الوضع نحو الأسوأ لتلفيق المسؤولية للمواطنين والمواطنات الذين هم ضحايا وليسوا مذنبين.
لقد انفضحت سياسة اللامساواة الجهوية والمجالية وتبين أن قطاع الصحة في جزء كبير من تراب الشمال يعاني نقصا حادا على كافة المستويات، كما يعاني غالبية المواطنين والمواطنات من تدهور لمستوى معيشتهم حيث فقد العديد منهم مصدر رزقهم بسبب التسريح عن العمل من طرف المشغلين وضياع المحاصيل الزراعية لعدد لا يستهان به من الفلاحين كما واجه البحارة وضعا خطيرا بسبب توقف مراكب الصيد خلال مرحلة الحجر الصحي ، هذا في ظل غياب الدعم الكافي لهذه الفئات التي تعيش على الكفاف متحدية الظروف القاهرة التي وجدت نفسها في مواجهة معها، رغم ما عبر عنه المغاربة من سخاء في المساهمة في صندوق كوفيد 19 ، الذي لا يعلم لحد الآن منهجية تدبيره، هذا مع تسجيل ورود معلومات تؤكد وجود نوع من العبث في طرق توزيع المساعدات.
تعبر الكتابة الجهوية عن عميق انشغالها بوجود نية مبيتة لاستغلال وجود الشعب في وضع منزوع السلاح نفسيا بسبب تحديات ومخاطر الجائحة من أجل فرض مزيد من السلطوية في محاولة بئيسة لزرع برمجة لاشعوية لوعي الشعب لفرض الخنوع والامتثال لسياسات تمعن في تأبيد نظام سلطوي.
تندد بسياسة اللامبالاة التي تواجه بها عدة عائلات التي شكل المورد الأساسي لحياتهم من التهريب المعيشي الذي كان مصدره المدينتين السليبتين سبتة ومليلية وتدعو الدولة إلى إيجاد حل لمعضلة هاته العائلات التي تعاني الامرين بسبب إغلاق الحدود.
كما تطالب الكتابة الجهوية بالاستجابة للمطالب الحيوية لساكنة الشمال وعلى رأسها تأهيل الشواطئ وربط أقاليم الجهة بالطريق السيار لضمان دينامية متوازنة للتنمية الجهوية.
تحمل المسؤولية للحكومة في عدم اتخاذ الإجراءات الفعالة من أجل حمل الباطرونا على تسجيل كافة العمال والعاملات في صندوق الضمان الاجتماعي.
تجري الأحداث في ظل حكومة فاقدة للبوصلة ونخب سياسية وضعت على قارعة الطريق لا تتحرك إلا بالايعاز في مربع ضيق لا أثر لها في صنع السياسات العمومية.
إن تراكمات السياسة الحكومية الفاشلة لن تؤدي سوى إلى انفجارات اجتماعية جديدة ضد نظام التسلط كإحدى العوامل التي حررت الغضب الذي ظل كامنا خصوصا مع احتجاجات تماسينت/ الحسيمة ببروز المطالبة بتسوية أوضاع المتضررين من سياسة الحجر الصحي وانتفاضة السكان بطنجة ضد إجراءات العودة إلى الحجر المنزلي في ظل غياب الحد الأدنى للشروط الاقتصادية والاجتماعية الضامنة لكرامة عيش الساكنة.
وفي سياق متصل عبرت الكتابة الجهوية عن امتعاضها من سياسة التخلي عن حق المواطنين العالقين بالخارج وضمان سلامة عودتهم إلى وطنهم كما تندد بالإجراءات القاسية المنتهجة لعودة مغاربة العالم الذين أصبحوا تحت سيف غلاء التذاكر وغيابها والتلاعب ببرامج الأسفار في سوق المتاجرة بأبناء الموطن.
إن النهج الديمقراطي بالجهة وانسجاما مع مبادئه وتصوراته يرى أن مواجهة هذه السياسة اللاشعبية لا يمكن أن تتم إلا بالانخراط الفعلي مع نضالات الجماهير الشعبية باعتباره الطريق نحو إنتاج موازين القوى التي يتنزل ضمنها مستقبل الطبقات الشعبية صوب تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية وإنهاء التسلط السياسي، وقد برمج، على هذا المستوى، عدة خطوات مستقبلية للقيام بها سيعلن عنها في المواعيد القادمة.
وبالمناسبة لا يسع الكتابة الجهوية إلا أن تعبر عن تضامنها المطلق مع العائلات التي فقدت ذويها بسبب الجائحة كما تعبر عن فخرها للتضامن الذي عبر عنه المغاربة في مواجهة تحدي الكارثة. وتناشد كل القوى الحية بالاستمرار في دعم نضالات الشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة والخروج بسرعة وبأمان من وضعية حالة الطوارئ والعودة إلى الحياة الطبيعية.
عن الكتابة الجهوية
في 16 يوليوز 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *