جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

وباء الطاعون واحتلال دكالة من طرف فرنسا /الرفيق الحسين العنايات

وباء الطاعون واحتلال دكالة من طرف فرنسا
سنة 1911 انتشر وباء الطاعون بدكالة ووضعت فرنسا جيوشها على طول وادي ام الربيع لعزل الشاوية التي احتلتها بعد قصف الدارالبيضاء في غشت 1907...
للتذكير فالمدة التي تطلبها احتلال الدار البيضاء والشاوية هي نفسها مدة الحرب الضروس (غشت 1907 - غشت 1908) فيما بين السلطان عبد العزيز الذي مستشاره انجليزي والذي استقبل عدو فرنسا كيوم الثاني الالماني بطنجة سنة 1905 وبين عبدالحفيظ الذي دعمته فرنسا كي يصبح سلطانا بعد هزم عبدالعزيز وامضت معه اتفاقية حمايته بفاس في 30 مارس 1912...
بما ان اطماع المانيا ما تزال مستمرة في احتلال المغرب "ازمة اكادير ل 1911" حاولت فرنسا ان تحتل ما يمكن من الاراضي المغربية دون ان تسبب في تشكيل حلف للدول الاوروبية الاخرى ضدها او تظهر انها تنصلت من الاتفاقيات السابقة معها.... لهذا شكلت السياسة الصحية مدخلا لاحتلال دكالة... فبالرغم من كون السياسيين والاطباء الفرنسيين على دراية بان وباء الطاعون بدا بالصين في 1894 تم انتقل الى هونك كونك وانتشر باسيا واوروبا في ظرف وجيز حيت وصل الى البرتغال في 1899....
بما ان الجنود الفرنسيين هم حاملين للوباء ومساهمين في انتشاره كما جاءت به احدى المجلات الطبية "خلال صيف 1911 كان وضع الجنود الذين اتوا للمغرب في حالة ترثى لها، خاصة خلال المسيرة السريعة نحو فاس حيت انتشرت امراض التيفوس والبالوديزم وامراض معدية اخرى بنسب مرتفعة وسط اولئك الجنود"
رغم هذا كله نشر الاطباء العسكريون الفرنسيون دعاية وسط الاهالي بدكالة مفادها ان مصدر انتشار وباء الطاعون هم العمال الزراعيين الموسميون الوافدين من الجنوب المغربي والقوافل التي تاتي من تافلالت، وهؤلاء هم من نشروا الوباء في اولاد عمران واولاد فرج اساسا .... وكان الهدف من هذه الدعاية بلبوس علمية وطبية هو جعل السكان يرفضون استقبال الفوافدين وجعلهم في عزلة عن المناطق الاخرى للمغرب كي يسهل احتواءهم واستعمار دكالة.... خاصة ان المستعمر على علم بان اهل سوس والصحراء بايعوا احمد الهيبة بتزنيت للزحف على مراكش وتوحيد قبائل المغرب في وجه الاستعمار كما حصل مع عبدالمالك السعدي اثناء هجوم البرتغاليين...
من هنا يظهر ان السياسة الصحية لفرنسا في المغرب تدخل في اطار الاجندة الاستعمارية وعبر عن ذلك الطبيب بول ريملينكير الذي اوفدته السلطات الفرنسية لمراقبة انتشار وباء الطاعون حيت قال: " السياسة الصحية التي يجب اتباعها تجاه الطاعون تندرج في اطار السياسة المغربية لفرنسا... انها مجموع فرص يجب انتهازها ولحظات وجب التقاطها"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *