رسالة اليوم الثالث عشر الى ولدي عمر.الرفيق ادريس الراضي
رسالة اليوم الثالث عشر الى ولدي عمر.
في هذا المساء سأحدثك عن ماماتك ، غاليتي ورفيقتي .
نحن معا منذ أن كنا تلميذين في قسم واحد بثانوية محمد الخامس( بيرد) آنذاك بالقنيطرة. كنا في السنة الخامسة ثانوي علوم، سنة 78 من القرن الماضي.
منذ ذلك الحين ونحن معا، فعلت فينا الأيام كلما توفر لها من تنكيل ، لكننا قاومناها بالحب والتضامن والصبر والاعتماد على النفس رغم المرض الذي ألم بها وهي في ريعان شبابها لكنه لم ينل من جمال روحها .
وكان قدومك للدنيا شعاعا دافئا رسم لنا التزاماتٍ من نوع آخر : أن نجعلك سعيداً ومتميزاً .
وبعد أربع سنوات جاء الولد الجميل المهدي وأصبحنا أسرة سعيدة رغم المحن وقلة ذات اليد ، لكن ربحنا الرهان.
والدتك ياولدي يؤلمها غيابك وأنا يؤلمني ألمها .
فهي تتقادفها لحظات من المرح حين تسمع انك بخير سرعان ما يتغير ملمحها وتعابير وجهها عند ما تقرأ ما يكتبه عنك بعض العاهات الإعلامية الذين قبضوا ثمن التشهير والقدف.
لكن كلامهم عنك تدوسه أقدام الأحرار مباشرة بالعشرات من التعاليق المتضامنة
والصادقة فيصبح كأنه لم يكن .
أن القافلة تسير وتتقدم وخلفها بعيداً، وبالكاد نسمع نباحاً مبحوحاً لا نفهم له معنى ، هو مجرد زعيق كنقيق الضفادع في بركة اسنة.
أيها الولد الرائع ، عليك أن تفتخر بحجم الحب الذي نثرته حولك في كل الأماكن التي عبرتها وطنياً وعالمياً ، هو الآن يعود إليك ليحميك ويزيد من اشعاعك .
أنت الآن مفخرة لنا ولكل المغاربة الأحرار.
ليلتك سعيدة ياعمري وقبلات ماماتي تحميك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق