رسالتي الى ولدي عمر لليوم التاسع والأربعين من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم التاسع
والأربعين من الاعتقال التعسفي.
سلام أيها الغالي .
أكتب إليك بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية، هذا الأمل الذي لم نعرف له طريقاً بعد، وطال بنا الزمن للانتقال الى عهده.
ماذا نقول للعالم في هذا اليوم وما هي الحصيلة التي سنشارك بها في هذا الاحتفال ونحن ما زلنا نرزح تحت غياب هذا الأسلوب في تدبير الاختلاف السياسي وشؤون البلد.
أكيد أننا لا نملك ما نفيد به العالم وسننتظر سنوات أخرى من الاستبداد .
وفي غياب الديمقراطية استطاعت أزمة كوفيد19 ان تتمكن منا وتعمق أزمتنا أكثر،
نتج عنها تحديات مصيرية واجتماعية وسياسية وقانونية على جميع المستويات.
كان لابد لحالة الطوارئ الصحية أن تأخذ بعين الاعتبار احترام وحماية حرية التعبير ودعم سيادة القانون وحماية المعايير الدولية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وضمان الحق في الحصول على العدالة والانتصاف.
إلا أننا عشنا السيطرة على تدفق المعلومات والتضليل وقمع حرية التعبير وحرية الصحافة واعتقال واحتجاز ومقاضاة واضطهاد المعارضين السياسيين والصحفيين وزيادة المراقبة على الأنترنيت.
هذه المسؤوليات هي من بين مهام القضاء دستورياً وقانونياً.
القضاء الذي يعاني من الاستعمال والتأثير عليه من طرف الأجهزة الأمنية .
ويندرج البلاغ الأخير للمجلس الأعلى للسلطة القضائية في هذا الإطار، والذي جاء رداً على منظمة امنستي التي أطلقت حملة دولية عالمية للتضامن معك ياعمر مطالبة بإطلاق سراحك .
ونحن كعائلة نعتبر أن هذا البيان تدخلاً وتأثيراً على القضاء وتوجيهاً له في قضية عمر بالظبط. مع العلم أن منظمة امنستي توجهت إلى الحكومة ولم تعنِ القضاء في شيئ.
كيف يتجاوز هذا المجلس رئيسَ حكومة منتخباً وكأنه غير موجود وينتحل صفته للرد على المنظمة المذكورة ؟
نحن نعلم والكل يعلم أن كل المجالس العليا هي من صناعة السلطة وبالتالي هي في خدمتها ، ولا ننتظر منها أن تكون إلى جانب القضايا المشروعة للشعب المغربي.
إن معركة استقلال القضاء خاضها الديمقراطيون منذ الاستقلال، ولنا في ذلك قدوة النقيب والمناضل بنعمرو في الدفاع عن القضاة واستقلالهم عن السلطة التنفيذية والأحزاب .
إن واجب التضامن مع القضاء ضروري في هذه المرحلة، لأنه يمر بمرحلة عصيبة .
ما معنى أن تتحرك قضايا فساد قديمة في هذا الوقت بالظبط؟ مع العلم أن الفساد موجود في جميع القطاعات وبشهادة التقارير العديدة لمجلس المحاسبة الدستوري جداً ولم تحرك النيابة اي تحقيق .
يوم آخر وراء القضبان لن ينال من عزيمتك ياولد .
نم قرير العين ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق