جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والأربعين من الاعتقال التعسفي.

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن
والأربعين من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياعمر.
تشتد حملة اعتقالات واستدعاءات النشطاء المدنيين من طرف الشرطة القضائية ويقابلها إصرار على المقاومة وتحد كبير لهذه الحملة الأمنية التي تترصد تدوينات أو شعارات تُرفع في بعض الوقفات أو المسيرات هنا وهناك.
ولأن هذه الجائحة دفعت السلطة إلى سن إجراءات مست النشاط المعيشي للبسطاء حيث قلصت من زمن مزاولة نشاطهم التجاري وأكثرهم وجد نفسه في جحيم البطالة بعد تسريح عدد كبير منهم من العمل من طرف الشركات دون حفظ حقوقهم وفي غياب دعم اجتماعي من طرف الدولة.
أمام هذا الوضع ماذا يمكن للمواطن أن يفعل ليكون مواطناً صالحاً يستجيب لتدابير الحجر الصحي في ظل إعلان السلطة عن عدم قدرتها على دعم المواطنين وأنها قدمت أكثر مما تستطيع ؟
ماذا يمكن للمواطن أن يفعل عندما يجوع ابناؤه أو يصيبهم مرض ما ؟
الغضب والخروج إلى الشارع طالباً للنجدة أو متسولاً ، ولقد فاضت الأماكن بالمتسولين أكثر مما كنا نلاحظه.
وبالمقابل يستمر كبراء المسؤولين من الاستفادة من رواتبهم العليا كاملة ويستفيدون كذلك من عدة امتيازات أخرى مهمة من السكن في فيلات فاخرة بخدمها كما يستفيدون من سيارات فخمة وبمحروقاتها ومن السفريات والإقامة في أفخم الفنادق ، وكل ذلك على حساب المال العام .
أين التضامن الذي كان يجب أن يكون وطنيا يتجند له المسؤول الكبير قبل المواطن ؟
هل مكتوب على الفقراء أن تصيبهم الجائحة لوحدهم في عيشهم وتربية أبنائهم وصحتهم ، ويتحملون تبعاتها ؟
في هذا الوقت بالظبط، نحتاج إلى أصوات حرة ومستقلة تقوم بإخبار المواطن وتزويده بالمعلومات ليقرر طوعياً وبكل وعي في تبني السلوك المناسب أمام هذه الوضعية ومقاومة التضليل ونشر الإشاعة التي تدفع المواطن إلى الحيرة من أمره حين تتقادفه البلاغات المرتبكة والمتناقضة .
هنا تظهر أهمية الصحافي المستقل ، إلا أن السلطة تنزعج من الأصوات الحرة ولا تريد أن تصل الحقيقة إلى الشعب ، فتقوم بوضعهم في السجن بتهم لا يصدقها أحد تقطر مكراً وغدراً، لإخراسهم، وليسود صوت واحد ووحيد، هو صوت السلطة .
لقد غيبوك عن عملك ، ميدانك الذي تتقنه وتلتزم به بكل شجاعة وتجرد، فاضحاً للفساد الذي انتشر في ظل هذه الجائحة ، لكن الأحرار كانوا بالمرصاد ففضحوا دوافع اعتقالك وسخروا من التدبير الضعيف لكبار مسؤولي الدولة الذين هزمهم كوفيد 19 وقرروا تحميل الشعب كل الكوارث.
نم قرير العين ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *