جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالة اليوم الثاني والأربعين من الاعتقال التعسفي إلى ولدي عمر.

رسالة اليوم الثاني والأربعين من
الاعتقال التعسفي إلى ولدي عمر.
لقد عاهدتك ياولدي، ليلة اعتقالك الذي اعتبرتُه اختطافاً، أن أكتب لك رسالة كل يوم ، مهما طالت أيام اعتقالك.
وها أنا ذا عند الوعد أصِل الأيام ببعضها لأكتب لك ما تكتبه أنت في سجنك من سيرة الشجاعة في مواجهة مصيرك برأس مرفوع ومطمئناً، كما قلت .
كان أملنا أن نزورَك ونمدٌَك بما تحتاج إليه كما طلبت ، لكن البلاغ الأخير لمندوبية السجون كان لها رأي آخر ، فأغلقت أبواب كل السجون في وجه العائلات ومنعت الزيارت كما منعت إدخال الألبسة ، بسبب الجائحة.
هذه الجائحة جثمت على البلد، وعطلت نشاطاته وأصابت الشعب بالذعر الذي جثم علينا بدوره.
جاءت هذه الجائحة فوجدت تربة مؤهلة لكي تفتك بكل سهولة بالمجتمع . لم تجد بنياتٍ صحيةً كافية ومجهزة ومحترمة . كما وجدت قطاعاً خاصاً، قدمت له الدولة كل إمكانيات التمكين بالمال الساهل والسائب الى جانب قاعدة قانونية تحميه وتفتح له الباب مشرعاً لسلب المرتفقين .
لكنه في هذه الجائحة انسحب جبناً وأغلق مصحاته وترك المؤسسات العمومية التي هجرها اهتمام الدولة من التجهيزات والعدد الكافي للأطر تواجه أمواجاً من المرضى لا تكفي تجهيزاتُها لاستقبال هذه الأعداد.
رهان الدولة على القطاع سقط لكونه نشاطاً تجارياً فقط وليس اجتماعياً.
لقد قال أحدهم ،" لقد حان الوقت لترفع الدولة يدها عن الصحة والتعليم ". فليتأمل ما صنعت يداه ولو أن المشكل بدأ قبله إلا أنه مدّه بالشرعية الحكومية وسرعة الإنجاز .
من القطاعات الحيوية التي تعاني من الانهيار الكلي خلال هذه الجائحة هو قطاع التعليم الذي ابتُلي بمسؤولين ضعيفي الكفاءة ومضللين وعنجهيين، ينسخون إجراءً بإجراء.
إن يوماً بدون تعليم في حياة أمة هو يوم إضافي في زمن تخلفها عن الأمم، فما أدراك بشهور وسنة ربما .
أن تُقطع من ميزانية التعليم خمسة مليار درهم وتحول من القانون المالي إلى شركة الطيران ستة مليار درهم، إجراء سيجعل البلد لا يجد من يسوق طائراته أو يصلحها مستقبلاً.
وعجبي أن يجد المخزن الوقت للتنكيل والتحرش بالغاضبين من شباب البلد عوض نشر ثقافة التضامن والتآزر بين مكونات المجتمع .
لقد تعبنا من الجائحتين ، فكفوا عنا إحداهما على الأقل .
سلامي وسلام والدتك ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *