جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

من وليمة الطنز النموذجي*سعيد رحيم*

 من وليمة الطنز النموذجي

صدفة شاهدت لأول مرة لقطات من جلسة للجنة "النموذج التنموي"، ولا أخفي أن لي موقف مسبق من هذه اللجنة، فهي مثل باقي اللجان والمجالس، التي يقول عنها المثل المغربي العثيق: "شاورها ولا تاخذش بريها".
في هذه الجلسة رد الميلياردر كريم التازي على الناشطة الفضائية الاجتماعية ماسية قائلا بأن التساؤل الكثير حول الثروة المادية في المغرب هو مغالطة للمغاربة والسؤال الحقيقي في نظره هو المتعلق بالثروة اللامادية. وذكر بالمناسبة أن الدول الصناعية الكبرى لا تعتمد على ثروتها الطبيعية. وضرب مثالا بشركة (غوغل) في الولايات المتحدة، حيث الاعتماد على الثروة البشرية.
السيد التازي بهذا الرد يمارس الطنز على المغاربة عندما يتحدث عن غوغول، الذي هو "نتيجة الثورة الرقمية الأولى في العالم" وأنفقت أمريكا على ثرواتها البشرية من المبالغ المادية، لكي تتحول إلى ثروة لامادية، عبر البحث والتطور العلمي؛ ما لا يقوى لسان الميليادير التازي على النطق بها¹. وهو لا يستطيع أيضا أن يتطرق إلى واقع التعليم؛ الثروة اللامادية الجبارة الوحيدة القادرة على إنتاج الثروة البشرية المنتجة بدورها للثروة اللامادية. ربما هو لا يعرف ما لحق بواقع التعليم عندنا من أقصى درجات الانحطاط. وإذا كان الأمر كذلك فإن حضوره في هذه اللجنة هو تأكيد لوليمة الطنز.
في نفس هذه الجلسة نطق شخص آخر ، لم يذكروا اسمه، ويبدو أنه أيضا عضو في "لجنة النموذج"؛ وقال أنه اشتغل لمدة 5 سنوات في المجتمع الشريف للفوسفاط واستخلص من ذلك أن المغاربة، الذين يطرحون سؤال "أين ثروة الفوسفاط؟" كما تعكس ذلك الفضائية سلامة، لا يعلمون أن فلوس الفوسفاط، بالكاد، تكفي لشراء ما يستهلكه المغرب من المحروقات". وأضاف: "على المغاربة أن يعلموا أنهم عندما يملأون خزانات سياراتهم ومحركاتهم بالبنزين أو بالغازوال فإنما يعمِّرونها بفلوس الفوسفاط". ياسلام!... وكأن المغاربة يملأون خزانات محركاتهم ببلاش ... بالفابور ... كّراتيس .. تانكيو فيري ماتش على هذه المعلومة الأنشتاينية ..
إنه بناءً على هذه المعلومة من حقنا اليوم أن نراجع محطات توزيع المحروقات ونطالبها بأن تعيد لنا بقشيشنا الذي أديناه لها، كل هذه السنوات، ثمنا للبنزين والغازوال، لأنها استخلصت السعر مضاعفا من المكتب الشريف أولاً ثم من جيوبنا ثانيا، لقد قالها المسيو أمام رئيس اللجنة، وأن قرار السلطات إلغاء صندوق المقاصة الخاص بدعم المحروقات، وهو القرار الذي أحرق جيوب المغاربة، لم يكن سوى خذعة مسرحية، بما أن المجمع الشريف للفوسفاط كان يؤدى الفاتورة كاملة نيابة عن كل المغاربة ونيابة حتى على معامل تكرير البترول، التي تم إقفالها في المغرب.. لإسعاد قراصنة التوزيع..
على من يطنز هؤلاء الطنازة ؟ علينا أم على أنفسهم أم على المليارات التي اكتنزوها في حسابات نموذجهم التنموي الطبقي أم على الذين يستدعونهم للمشاركة في وليمة الطنز النموذجي الجماعي؟..
سعيد رحيم*
20.09٠2020


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *