ماكرون يقدم نفسه كعيسى المنقذ لبلد مزقته الطائفية..الرفيق علي بلمزيان
ماكرون يقدم نفسه كعيسى المنقذ لبلد مزقته الطائفية..
هل نسي هذا الذي يقدم نفسه كمنقذ للبنان ويتظاهر في الندوة الصحفية التي ينظمها في هذه الاثناء عقب زيارته الثانية لهذا البلد المفجوع بصدمة انفجار المرفأ بأنه في غاية الرزانة والتهذيب ..هل نسي هذا الشخص انه بذلك يتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي لهذا البلد ..وهو الذي خرج بصعوبة من اكبر أزمة عرفته بلاده التي كانت توصف بأنها مهد الانوار وحقوق الانسان، الم يخجل من نفسه وهو الذي كان يصف اكبر حركة اعتراضية عرفته بلاده " السترات الصفراء" بأنهم اميون وكسالى وخبثاء ومتطرفون " ..وسرقة الاواني والادوات المنزلية من الفنادق وأصحاب النكهة السمجة وهلم جرا من الكلمات الخبيثة التي استعملها هذا الرئيس الذي ارتقى الى السلطة بدعم من الشركات الاقتصادية الكبرى ..والناس الذين لا يمثلون شيئا" و " أولئك الذين يجب ان تربيتهم.." هل يحق لمن نعت شعبه بهذه العبارات ان يقدم دروسا وخارطة الطريق لبلد ٱخر ..
والغريب في الامر ان هناك من يحاول الركوب على الحركة الإحتجاجية التي يشهدها لبنان لابتزاز حركة المقاومة وعلى رأسها حزب الله ، المشكلة دائما لا تكمن في الحركات الإحتجاجية التي تحركها دواعي مشروعة، لكن المشكل في من يحاول الباسها عباءته وتحويلها كما لو انها متناغمة مع ترهاته السياسية ، علما ان العالم برمته يعيش على وقع اكبر أزمة الثقة في كل شيء وعلى وجود قطائع جيلية من صنع ثقافة تفكيك المفكك وتخريب المخرب ..ان ما يطلبه الشباب بقدرما هو مشروع فهو لم يوجد بعد ولا يمكن ان يوجد الا بالنضال المنظم والشاق وليس بالاستنجاد بالقوى الإستعمارية التي هي أصل الداء واصل البلاء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق