جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد والسبعين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الواحد

والسبعين من الاعتقال التعسفي.
سلام السلام ياعمَري.
ونحن نعيش هذه المحنة بمرارة، مرارة على الوطن قبل أن تكون عليك وعلينا، يحاصرنا سؤال ما تحقق للبلد من اعتقالك .
هل أصبح الوطن آمناً من الخطر الداخلي والخطر الخارجي؟
وهل أصبحت دبلوماسية البلد تحضى بإشعاع دولي يجعله بلداً محترماً ومحترِماً لتعهداته الدولية ؟
كل المؤشرات تشير إلى عكس ذلك .
عدد من المنظمات المحلية والدولية المستقلة والمحترمة تلاحظ على المغرب توجهه السلطوي ضد حرية التعبير والتضييق على الصحافيين والمدونين وتسفية العمل السياسي المعارض وتخوينه واتهامه بعدم وطنيته وكأن الوطن يقتصر على الحكام وطبقتهم فقط.
الوطن حضننا جميعاً ندافع عنه ضد المغامرة وضد سياسات اثبت التاريخ خطرها على السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي .
وطنيٌّ حتى النخاع كل من استخسر حياته من أجل الوطن .
فأنت تؤدي ثمن قناعاتك مؤمناً بما تقوم به.
وعندما يتجذر الإيمان في القلب ويتمكن منه، يصبح أسلوبَ حياة، يصعب معه الانتقال إلى الكفر بالوطن.
أنت وكل الأحرار ترسمون طريق الحرية الحتمي، لأن الوطن لا يمكن أن يكون وطناً بدون حرية، وعندما تُعدم الحرية يصبحُ وطناً ضيقاً على الشعب ومحتكراً من طرف الحكم المستبد.
لا بد لهذه المعركة أن تُفضي إلى طريق جديد يقطع مع الأساليب القديمة. طريق بناء مؤسسات من الشعب إلى الشعب تحترمه وتلبي حاجياته من التنمية والعدالة الاجتماعية.
سيكون من العدمية ألا تشكل هذه المرحلة درساً بليغاً للمسؤولين من أجل فتح أوراش التغيير ونحن مقبلون على وضع لا نستطيع تحديد ملامحه في ظل هذه الجائحة .
درس قوامه محاربة الفساد بربط المسؤولية بالمحاسبة .
درس يجعل حداً لاستعمال كل السلط في خدمة سلطة الحكم ويحقق فصل السلط واستقلالها، وعلى رأسها سلطة القضاء والإعلام الحر.
لن تتحقق العدالة في جميع المجالات إلا بقضاء حر ومستقل .
صبراً أيها الولد الحر .
دامت لك الحرية ونحن على يقين أننا سنراك قريباً، بيننا تسعدنا بمرحك الجميل.
ليلتك سعيدة وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *