رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والسبعين من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث
والسبعين من الاعتقال التعسفي.
سلام الحرية اليوم قبل الغد.
هذا اليوم ياولدي،هو يوم من الأيام الفواصل التي عادة ما ننتظر منها أن يُعلن فينا أن غدَنا سيكون غيرَ يومِنا .
يومنا عسيرٌ وحزين ،تأخر وقتُ غروبِه وأُفوله عنا .
ونرغب في غد يُطِل علينا بآمال وأحلام تتلاعب بخواطرنا التي أصابها الغم والهم وضيق الأفق .
يومنا فقرٌ وبطالة وعلاج ينعدمُ وتعليمٌ لا يُعلِّم وسكن لا يأوي ولا يحمي من برد أو قر وأمنٌ ضد أمننا وشغلٌ لا يحمي من إملاق وقضاءٌ لسجننا لو غَضِبنا .
يومنا لا تُصان فيه الحقوق ولا تُحفظ فيه الكرامة .
يومنا مغرب لأقلية استأثرت بالبر والبحر والهواء والماء والمال والاقتصاد والسياسة وأخذت منا كل الدنيا، وللباقي كل الآفات وبدون حتى الفتات.
يومنا فساد في الشأن العام والخاص على السواء.
يومنا محاكمات لشباب تألموا فأصدروا أصواتاً أزعجت، فسُجنوا بتهمة التألم والإزعاج .
عذراً على هذه اللوحة القاتمة التي أضعها أمام هذا اليوم الفاصل لكي تتغير ألوانها ويُعادَ تصميمُها ليعودَ الوطنُ إلى أصحابه الذي سٌلبَ منهم .
يعود الوطن عندما يحميه تعليم جيد ونافع وموحد من الجهل والخرافة ويحقنه بحبه والدفاع عنه .
يعود الوطن عندما تعود صحته وأمنه وعدالته وقوته.
لا بد أن نتوقف طويلاً أمام هذه اللوحة ونتصور طبيعة الوصفة التي علينا أن نصممها لعلاج هذه الأورام التي استفحلت وتكاد تصيب الجسم كله.
هل سنرى هذا اليوم وصفةً ملائمة نقدنا من يومنا ؟
من جهتنا، أبناء الوطن الأحرار يملكون هذه الوصفة: - إفراغ السجون من المعتقلين من اجل إعادة التقة في الوطن، وإنهاء الاستبداد المخزني ومحاربة الفساد والانتقال الى نظام سياسي جديد يحقق فصلاً حقيقياً للسلط والعدالة الاجتماعية والمجالية .......
ها نحن هنا ننتظر هذا الغد وكلنا استعداد لتحقيقه بالنضال والصمود.
لك كل الحب أيها الغالي. أنت من صناع هذا الغد الموعود بالديمقراطية والحرية والكرامة.
نم قرير العين ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق