جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث

بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
يومك سعيد ياولدي.
بعد اعتقال عدد من الصحفيين ومتابعتهم بتهم من نفس الطبيعة، كان لا بد أن أعود إلى إنتاجاتهم والمواضيع التي كانوا يلامسونها .
رغم أني قد سبق لي قراءة بعض افتتاحيات الصحافيين بوعشرين والريسوني، المعتقلين على ذمة قضايا جنسية، إلا أن إعادة القراءة جعلتني أقف أمام عمل صحافي كامل الأركان مهنياً وأخلاقياً وجرأة، بعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف مع مضمونه.
وكنا في مرحلة سابقة لا ننتبه إلى هذه الجرأة في تناول ما يحصل في قمة الدولة من فساد في المال والسياسة .
لماذا ؟
لأننا كنا قد تناولنا حبوباً مخدرة جعلتنا نتصور أن المغرب في طريق الانتصار لحرية التعبير وأننا تجاوزنا مرحلة الشطط الأمني. وصدقنا كذبة المفهوم الجديد للسلطة.
فكان هذا الشعور العابر يجعل جرأة بعض الصحافيين ظاهرة عادية ويجعلنا نراها عملاً مشروعاً ومسموحاً ويندرج في سياق دينامية جديدة ، رغم بعض النقط السوداء التي كانت تعكر صفو العهد الجديد.
وبعد اعتقال بوعشرين وقبله هشام المنصوري وآخرين، بِتُهم ،نكتشف اليوم، أن حتى سيناريست هوليود لم تُبدع عبقريتُهم مثلَها.
ولكن الأخطر هو ذلك الجيش من الأبواق التشهيريين والمحامي (كاري حنكو ) الذين تجندوا إلى جانب النيابة العامة للترويج للتهمة والتشهير بالمتهمين وسبهم وضربهم أمام الأمن والقضاء ، أشعر حقاً بالخوف على بلد لا يستطيع قضاؤه حماية نفسه وحرمته، فكيف يحمي المواطنين من البلطجة والخارجين عن القانون.
وتكرر الأمر مع الصحافية هاجر الريسوني والصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي ويحصل الآن مع الأستاذ المؤرخ المعطي منجيب.
وأمام هذه الأحداث تبخر تأثير مخدر المفهوم الجديد للسلطة ، واستفقنا لنجد أننا لا زلنا تحت مفهوم سلطة لا جديد فيها سوى الإبداع في وضع تهم من طبيعة أخلاقية، تهدف إلى المس بحياة وعمل ومصداقية المعارضين والصحافيين لتحرمهم من شرف الاعتقال السياسي.
لكن لهذا النهج الأمني نفساً قصيراً وسينقطع ولن يستمر لأنه لا يقدم حلولاً لمشاكل البلد ولا يحقق الاستقرار . وما جناه العهد القديم من البطش بالمعارضين سيجنيه هذا العهد من سلك نفس المغامرة بأساليب أخرى.
ما يحصل في المغرب منذ عشر سنوات ينم عن فقر المسؤولين عنه وضعف كبير في الخبرة والوطنية.
إن الأحداث الكبرى تحتاج نُخباً كبرى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *