جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع

بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
تحية السلام ياولد.
أتمنى أن تكون بكل خير. هذا ما أحسسنا به خلال مكالمة الأربعاء. كنت مرحاً وتسأل عن الجميع وخصوصاً عن الذين أصابهم الكوفيد .
كنت سباقاً في السؤال والسلام والاطمئنان على الجميع قبل أن نطمئن عليك.
نحن بخير رغم الجائحة وما تسببه للناس على جميع الأصعدة.
نحن بخير لأن ما نراه من أحوال الناس يجعلنا نحس بأننا في وضع احسن .
كل المؤشرات والمعايير تغيرت واتخذت اتجاه الانحدار لأغلبية المواطنين، لكنها اتخذت التصاعد عند القلة القليلة التي راكمت ثروة كبيرة وكأن الجائحة جاءت بالخير على هؤلاء وبالوبال على أغلبية الشعب الذي تحمل وحده تكلفة الكوفيد.
هل يوجد بلد في العالم تفرض فيه مصحة خاصة على عائلة متوفى أداء 20 مليون سنتيم لكي يحرروا جثة قريبهم؟
حصل هذا ويحصل في بلدنا في غياب تام للدولة.
الأموال التي حصلت عليها المختبرات والمصحات الخاصة كانت كبيرة جداً في الوقت الذي كان على الدولة أن تفرض على هؤلاء الخواص أن يعبروا عن وطنيتهم ويضعوا مصحاتهم رهن إشارة وزارة الصحة في حملة تضامن ترفع عنها صفة الجشع اللصيقة بها.
لكن جشعها زاد نهشاً في جيوب المواطنين المدعورين من هذه الجائحة، فاستغلت هلع الناس لتفرض أعلى الأثمان.
وهكذا كنا، في الوقت الذي كانت فيه المختبرات العالمية تتسابق وتتنافس على اختراع لقاح لهذا الفيروس.
على كل حال بدأت تلوح بعض الآمال في ظهور هذا اللقاح ، ويبدو أن نهاية المرض ستكون قريبة ، لكن علاج ما خلفته من ركود اقتصادي سيتطلب سنوات وبرامج إنقاذ استثنائية.
كان لهذا الكوفيد فضل كبير في التأكيد على الأولويات الأساسية التي يجب أن تقوم عليها أي دولة : تعليم جيد وموحد ومجاني لجميع المواطنين.
بنية استشفائية كافية ومجهزة تستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية.
ولن يتم ذلك إلا بتحرير البلد من الفساد وتنظيفه من المافيات الافتراسية والانتقال إلى دولة الحماية الاجتماعية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *