جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي.
كنا، ومن شدة رغبتنا ننتظر أن نراك بيننا، وربما من الحلم أو السذاجة أنهم سيراعون القانون اولاً ثم العدالة ثانياً وثالثاً سريالية التهم وطبيعتها الانتقامية، ويمتعونك بالسراح المؤقت بعد انتهاء التحقيق التفصيلي معك في القضية الثانية التي حدثت بعد القضية الأولى.
فصارت الأولى جنحة وصارت الثانية جناية.
ولم نفهم لحد الآن ما هي الحكمة في عكس القضيتين والاهتمام أكثر بالقضية الثانية.
ربما لأن التحرش بالصحافيين يتم منذ مدة بناء على تهم أخلاقية لضرب مصداقيتهم ثم يهيئون الطريق لعزلهم عن المتضامنين معهم وتغييبهم في السجون.
وفي مكالمتك اليوم أخبرتنا أنهم مددوا اعتقالك التعسفي شهرين آخرين وأنك لم تكن تتوقع غير هذا وأنك مستعد لكل الاحتمالات.
وأنا احيي فيك هذه الروح وهذا الوعي بواقع الأمور، ونستمد أنا وفتيحة من قوتك الصبر على تغييبك.
لستَ وحدك أيها الولد الرائع، رغم خذلان مَن كان من المفروض أن يكونوا على رأس المتضامنين معك للمشترك المهني على الأقل.
يكفيك أنك رغم تغييبك في السجن فأنت حاضر في كل المواقع الإعلامية الوطنية والدولية وحاضر في قلوب الأحرار.
ومنذ اعتقالك، لم تتوقف حركة التضامن معك.
وتكفيك كذلك مؤازرة نخبة مناضلة من الدفاع الذين يدركون شروط المرحلة السياسية التي يمر منها البلد والتي تشهد رِدَّة حقوقية لم يسبق لها مثيل، حولته إلى دولة يسيرها الأمن السياسي عوض مؤسسات ديمقراطية وكأننا في حالة استثناء.
ولا تحزن ياولدي ممن حملوا معاولهم لدفنك في السجن بالبهتان والزور ولم يراعوا ما نمر به كعائلة من تبعات اعتقالك وكأنهم كانوا ينتظرونه ويرغبون فيه.
نحن بخير وبكل خير،رغم ذلك، بفضلك وبفضل الإشعاع الذي خلقته حولك من خلال عملك وتواصلك وتضامنك مع الجميع في حالات الشدة.
ستمر هذه الأزمة مهما طال الزمن وسيظهر الاصطفاف الحقيقي عن المزيف في الإعلام. وسيعرف العادي والبادي من هو الصحافي الوطني ومن هو الذي اتخذ منه سبيلاً للسعي وراء المنافع الشخصية عوض خدمة المهنة بكل نزاهة وإخلاص للوطن.
نحن معك ياولدي الغالي رغم شعورنا بالظلم وخوفنا عليك .
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *