رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث
والعشرين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من الفخاخ.
لقد اتضح للجميع الآن التخطيط المحكم الذي استهدفك منذ خروجك من السجن نهاية السنة الماضية ، تحت ضغط حملة التضامن الواسعة وطنياً ودولياً.
أتذْكُرْ ياولد ما قاله لك واحد من دفاعك الذي كان يأتي بالأخبار من مصدرها، أنهم لن يتركوك.
وهل تذكر ما قاله لك واحد من جهة أمنية قبل ندوتك في مقر النقابة الوطنية للصحافة ما مفاده أنهم سيطحنونك.
وليلة خروجك من السجن، لم تقضِ ليلتك معنا، لأنك كنت ضيفاً في منزل/مصيدة عُدَّ لك إعداداً لبداية تنفيذ خطوات الإيقاع بك وتنفيذ ما اخبروك به أنهم سيطحنونك.
كنت ضيفاً في مأدبة اللئام ، وأنت، لصفاء سريرتك وقلبك المفتوح على مصراعيه كنتَ مزهواً بحريتك وباحتفال الأصدقاء بك، لم تنتبه أن بينهم من نصبوا لك فخاً في ذلك المنزل/ المصيدة.
في هذا البيت تعرضت تلك الليلة للتحرش الذي لم يتوقف طيلة مهرجان الاستنطاقات عند الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي كان كل استنطاق يدوم اليوم بكامله.
وكنت تعود مطحوناً ومرهقاً لتباشر عملك الصحفي، فتجد نفسك تحت قدائف التحرش الجنسي التي كنت تتفاداها بكل احترام وتقدير للمرأة ، حتى حصل ما حصل كحلقة أخيرة من المخطط الذي اعتقلوك على إثره.
لقد أصبحنا الآن على دراية تامة أنك كنت ضحية من أدعوا أنهم معك لكنهم مع الجهة التي تدفع أكثر.
كانت رأسك مطلوبة والدية كانت عالية.
لا تحزن ياولدي، فالغدر من شيم الجبناء الذين انخرطوا في نهش حريتك في الوقت الذي كان من المفروض ،وانت معتقل، ألتضامن معك من باب الزمالة والعيش المشترك وتقديم الوقائع كما حصلت بدون مواربة عوض القدف في شخصك.
لا تحزنْ ،فبراءتك يعرفها العادي والبادي، ومهما تقرر في شأنك ، فأنت بريئ في نظرنا وفي نظر أحرار الوطن.
لكنك كنت شجاعاً وطرحت الوقائع كما حصلت لأنك كنت الضحية في هذا التخطيط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق