جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني بعدالمئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني بعد

المئة من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من عزلة الأَسْر.
وأنت في الأسر ياولدي، لا بد أن روحَك تعبرها أفكار كثيرة تعوضك عن عزلتك واستحضار صخب الأصدقاء والأهل وما منعك السجن من إنجازه وعن ما ينتظرك من صناع التهم الانتقامية.
وأنت في فضاء ضاق عليك كثيراً، بعدما كنت تعبر الفضاءات الشاسعة وترمي نظرك بعيداً لترسم تضاريسها وصعوبة ولوجها لتفتحها في وجه المُعدمين وتخبرهم بما رأيت من عار وغبار يخفي الحقيقة ويصيبهم بالعمش.
نحن نعلم بأن أَسْرَك يشكِّل لك تجربة مريرة نفسياً وجسدياً، لكننا نريدك أن تجعلها تجربة إنسانية ووجودية لما لها من قيم التضحية والشجاعة ونكران الذات. وأن تدونها للتاريخ ليكون شاهداً على أننا لم نغادر زمن القهر الطبقي، بل ما زال الطريق طويلاً وشاقاً أمام تحقيق وطن الحريات والعدالة.
لقد كانت تجربة الأسْرِ مبعثاً للأحرار لكي تسرح الروح خارج الزنزانة بحثاً عن حريتها التي لا يستطيع السجان سَجنها.
وانت الآن تحول زنزانتك إلى خزانة بعيون الكتب والدوريات ،إجعلها دنياك الرحبة لِتخفي عن نظرك قضبانها، ولتشعُر بأنك حر وأنك في قلب الدنيا وليسقط الأسْر.
إعلم أنك الآن أقوى لأنك في السجن من أجل مُثُلٍ عليا تسمو بالوطن والإنسان إلى الحرية التي جُبلنا عليها منذ الولادة، والتي صادَرَتها قوى القهر والغصْب .
واعلم أنك على خطى الشرفاء الذين لبوا نداء الوطن ووشموا تاريخه بدمائهم .
وأنك في حضن الأحرار الذين يسيرون على نفس الطريق.
نم هنيئاً ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *