جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع والتسعين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السابع

والتسعين من الاعتقال التعسفي.
سلام العافية ياولدي من الجائحتين.
يحاصرنا الموت وتأتي أخبار وفاة الأصدقاء والرفاق والمواطنين حتى أصبح الفايسبوك علبة للعزاء والنعي.
لقد وجد هذا اللعين بنية هشة خططتها سياسة إهمال الخدمات الاجتماعية وعلى رأسها قطاع الصحة الذي أصبح يعاني في العشر سنوات الأخيرة من نقص في المؤسسات الصحية وفي الأطر الطبية من كل الفئات. ويبدو أن الدولة طبقت حكمة بنكيران في رفع يدها عن التعليم والصحة.
ولقد وفرت هذه السياسة للقطاع الخاص كل الإمكانيات ليحل محل القطاع العام في تسليع الخدمة الصحية وبيعها بأغلى الاثمان . الأثمان التي لا يملكها جل المغاربة. وهكذا أصبحوا خارج كل حماية.

وأبان القطاع الخاص عن أنانية وجشع في افتراس المغاربة واستغلال الجائحة للمزيد من الإثراء.
وظهر أن الرهان على القطاع الخاص رهان فاشل، حيث غابت مساهمته في دعم الدولة.
نحن مثل دول العالم التي أصابتها هذه الجائحة، لكننا لسنا مثلها في مواجهتها.
أغلب الدول كيفت ميزانياتها وخصصت برامج استثنائية وفرضت على كبريات الشركات ضرائب عالية وضمنت استقرار مداخيل الأسر، أما حكومتنا ففرضت إقتطاعات من أجور الموظفين المتواضعة أصلاً ولم تقترب من الأغنياء، بل سلمت لهم مبالغ مهمة من أموال الموظفين.
والغريب أن الحكومة سارعت في تمرير قوانين استبدادية وتقشفية في غفلة من المواطنين باستغلال انشغالهم بفعل الجائحة.
وهذا سلوك جبان وانتهازي من طرفها كما تخلت صراحة عن دعم المواطنين والعمال والتجار الذين أصاب أنشطتهم الكساد بعد إغلاق مصادر عيشهم.
كان من المفروض أخلاقياً ، أن يكون التضامن الحكومي باعثاً لتضامن شعبي يجعل إمكانيات الدولة في سبيل دعم المواطنين، إلا أنها انشغلت بمقاربة أمنية غريبة باتت تستمر في متابعة الصحافيين والمدونين والحقوقيين المنتقدين لسياساتها وذلك بفبركة تهم خيالية ومحاكمات صورية وتحرش إعلامي وقضائي انتقامي لا يعير أي اهتمام للوضع العام التي نتج عن الجائحة.
وهكذا أصبحنا تحت رحمة جائحتين:
جائحة الكورونا وعجز الدولة في مواجهتها وإعلان فشلها علانية.
وجائحة المقاربة الأمنية وخنق الحريات ومنه كل أشكال تعبير المواطنين عن غضبهم.
نحن بخير لحد الآن ياولدي رغم أن عدداً من رفاقنا ومن دفاعك أصابهم هذا اللعين.
لقد أصبحنا كلنا في مرماه .
العزاء لمن قضوا والشفاء للمصابين.
نتمنى حمايتك من اللعين وليلة سعيدة ياحبيبي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *