جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

عن اصحاب تازة قبل غزة

 تازة قبل غزة

ومدينتي قبل تازة
وحيي قبل مدينتي
وأحبتي قبل حيي
وأنا قبل أحبتي
مصلحتي أولا، فكيف أحقق مصالح أحبتي وأنا أعاني الجوع والعطالة والاستلاب؟؟ وكيف أناضل لمصلحة الحي وأتغاضى عن محن أسرتي الصغيرة؟؟! وكيف أناضل لمصلحة مدينتي بكل أحيائها وأبناء حيي يموتون أمامي بردا وجوعا؟؟! وكيف أناضل لمصلحة تازة وفي مدينتي الأقرب كل أشكال الفقر والتشرد والحرمان؟؟! وكيف أناضل لأجل غزة وتازة أقرب وفيها ما هو أكثر دمارا من الصواريخ والقنابل العنقودية؟؟!
أنا الأصل، فإن ناضلت لأجل نفسي حررت كل الدنيا.
ولأتحرر:
أريد سكنا وعملا وسيارة ومالا..
أريد ملابس على الموضة.. وبانيني وبوضة..
أريد كولونيا ومثبت شعر.. أحتاج لحظة سكر..
أريد سنابشات ليصقل وجهي فأبدوا جميلا بمعيار فرانس 24.. أريد فتاة أحسد عليها لأعيش قصة حب على طريقة المسلسلات التركية.. أريد مغازلة صديقاتي على فايسبوك، وحتى صديقات أصدقائي الجميلات.. أريد تحقيق ذاتي.. أريد أن أختلف، وأن أتميز، بقهوتي، وعمقي، وهويتي المصطنعة وعدد المتابعات.. أريد كل ما في السوق من نظارات.. أريد أن أستهلك سلعا وقيم سلع وأنماط تفكير عصرية حضارية.. أي أوروبية..
فلكي أعيش وأناضل معكم، أنا في حاجة للاستهلاك..
وذلك من تمام حقي.. فعندما أصرخ في الساحات: حرية، كرامة عدالة اجتماعية، فالمقصود بالحرية حريتي في إنفاق مالي الذي لا أجده، وامتلاك ما يلبي نزواتي من سلع، والمقصود بالكرامة أن لا أنتظر الباص طويلا، فيمتلئ شعري المثبت غبارا، فتسخر مني الفتيات، والمقصود بالعدالة الاجتماعية أن لا يسحقني القانون وهو الذي ينصف أصحاب المليارات.. فذلك والله يشعرني بمهانة دفينة لا أملك من حيلة تجاهها.. أريد العدالة فأستهلك بقدر ما يستهلك المترفون من توافه الدنيا.. أريد أغراضي... أريد أن أبكي.. أريد أن أناضل لتغيير حالتي.. فأنا أيضا لا شيء يعجبني..
لا يهمني أن تسلب غزة أو تقصف صنعاء..
ما يهمني هو نفسي.. وتازة والله ما جلبها للحديث سوى القافية!!
هل عرفتموني؟؟
أنا التائه الذي لا تدفعه للنضال بوصلة ولاخطة..
أنا القائل: تازة قبل غزة!!!
حسين بنعيسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *