جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياحبيبي الغالي من وحشة السجن.
تودعنا سنة 2020 بعد أن نالت منا ما استطاعت من تنكيل وحزن ومنعتنا من النوم والحلم.
حرمتْنا وحرمتْ آلاتِك الموسيقيةَ من الترنيم وانزوت في ركن بئيس وغطاها غبار النسيان وهي الآن تنتظر أناملَك لتعزف فرحاً و ثورةً.
وحرمتْنا ورفاقَك من مرحك وحضورك المُبهج وفوضويتك الجميلة ومغامراتك في مواجهة مخاطر تحقيقاتك.
وحرمتك من عملك ومن إتمام مشاريعك وتحقيقاتك.
وحتى أنا وضعتُ العودَ الذي أهديتني جانباً، ونسيتُ ما علمتَني من معزوفات لأنه فقدَ دوزنتَه ونوتاتِه كأنه دخل في إضراب عن العزف. وكنتَ أنتَ من تُعدله، فمن يدَوْزِنُه الآن أيها الغالي؟
وتفرغتُ لاستحضار ذكريات طفولتك ومعاناتِك مع المرض الذي كاد أن يأخذك مني.
وأخرجتُ ألبومات صورنا لأستحضرك بيننا واستعيدَ شريط حياتنا بكل معانيها الرائعة والمؤلمة.
انتهت سنة 2019 باعتقالك أولَ مرة بسبب غضبتك على القضاء الذي قضى بغير ما تستدعيه العدالة، وكان غضبُه عن غضبتك أشد، إذ كان المقابل حرمانَك من حريتك.
أية عدالة هذه التي تحاكم وتعاقب الغاضبين من الظلم وتمنعهم من الحياة لمجرد تعبير كان عليه أن يكون رسالة لمن يقرر فينا وفي حياتنا ؟
لن نودع هذه السنة بما يمليه التوديع من ذكر ما حققناه خلالها وما طبعتْه على حياتنا.
سنجعلها سنة وبالاً علينا وعلى الوطن لما شهدته من قمع شديد وخنق للحريات وانتقام من الأحرار.
لقد كانت سنةً مؤلمة عرَّضتْك ياولد لانتقام وتحرش من كل أجهزة الدولة وكأنك خصمُها وعدوُها، وكأن اعتقالك يحقق لهم ما يريدون من إخراس أصوات الغاضبين على أوضاع الوطن المؤلمة على المواطنين.
ما زلت أذكر عند خروجك من السجن نهاية 2019 عندما تمنيت في تصريح لك أن تكون سنة2020 سنة بدون اعتقال سياسي.
عاندت هذه السنة أمنيتَك وتَتوَّجَت بسنة المحاكمات والاعتقالات التعسفية.
والغريب أنهم كانوا يُصرون على الاعتقال قبل العيد بيوم أو يومين، وكأنهم يقصدون منع ما تحمله الأعياد في حياتنا من تجديد لأواسر المحبة والتآزر، وهكذا حصل معك ومع زميلك سليمان الريسوني.
وها أنت الآن ياحبيبي تنهي هذه السنة محروماً من إرادتك في السجن انتقاماً من جرأتك وإخلاصك لعملك.
في كل هذه المحنة استطعتَ أن تكتب سيرة البطولة التي لن يحققها طلب المال والتقرب من دوائر القرار .
دمتَ شامخاً ياولد ولك حبي وتقديري ولتذهب 2020 إلى الجحيم ولتكن 2021 سنة الحريات والحقوق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *