رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
مساءالحرية ياولدي .
غداً موعد آخر من التحقيق التفصيلي حول الحزمة الثانية من التهم تتعلق بالتخابر مع جهات أجنبية لها علاقة بجهات استخباراتية وتهديد الأمن الداخلي والخارجي للدولة المغربية. ما أخطرك ياولد! .
وغداً سيكون لنا ولرفاقك وأحرار عشرين فبراير ومناضلي الصف الديمقراطي والحقوقي والمدني، موعد أمام المحكمة لتجسيد وقفة التضامن معك ومع كل معتقلي الرأي.
سنكون هناك وسنصر على براءتك وسنطالب بإطلاق سراحك لأن اعقالك كل هذه المدة تعسفي حسب الدفاع.
وغداً ستكون مؤازراً بنخبة مناضلة من المحامين الذين سيشدون الرحال من عدة مدن إلى البيضاء بمحكمة الاستئناف .
لست وحدك أيها الغالي، فأنت الآن في حضن نخبة من شرفاء الوطن ومن أحراره من شباب ومناضلين يشكلون ذرعاً لحماية حقوق المواطنين بدرجة عالية من نكران الذات .
وأنت الآن بين يدي العدالة نتمنى أن تكون عادلة كما هي رسالة العدالة في إحقاق الحق وتصحيح مسار أساء كثيراً إلى صورة المغرب الحقوقية منذ أن تجندت الأجهزة الأمنية في استهداف خيرة شبابنا بتغييبهم في السجون بتهم لم يصدقها أحد، بل تعتبر انتقاماً وتصفية حسابات سياسية.
ما أحوجنا في هذا الظرف العصيب الذي يضع الدولة في وضعية ضعف تجعلها لقمة سهلة في ابتزازها لاتخاذ مواقف تتعارض مع الوجدان الشعبي، إلى إجراء يرفع عنها الإحراج الدولي والإقليمي في موضوع الحريات وحقوق الإنسان.
مطلبنا هو رفع هذا الاحتقان بوضع حد للاعتقال السياسي وإطلاق سراح كل المعتقلين وإلغاء المتابعات السياسية وإطلاق سراح الحريات وتحرير الإعلام .
إجراء كهذا يعيد الثقة في الوطن وسيحرر المواطن من الأقفال التي تُغل حريته وتمنحة مساحة من حرية الحركة والتفكير.
لن نبني دولة مستقلة ومستقرة والمواطنون لا يشعرون بوطنيتهم وبانتمائهم إلى بلد لا يحقق لهم وطنيتهم ولا يمتعهم بحقوقهم كاملة.
لدينا كل الإمكانيات ورصيد من النضال ونُخبٌ، على المسؤولين الفعليين احترام تضحياتها وانخراطها لخدمة الوطن، وعلى رأسهم شباب وضعوا مصالحهم الشخصية جانباً وقرروا الوقوف ضد الفساد خدمة للوطن.
أين هي الجريمة إدن؟
وأنت تطلب منا اليوم خلال مكالمتك الهاتفية أن نحمل إليك قهوة صباح الغد وساندويتش بالفريت، شعرت أن هذين الأمرين كانا من ضمن عاداتك وأنت حر .
غيابهما عنك جعلني أشعر أكثر انك محروم من عاداتك التي تحبها.
سنحمل إليك غداً قهوتك وساندويشك بالفريت.
في السنة الماضية تم إطلاق سراحك ليلة قبل رأس السنة الميلادية، ويتزامن التحقيق معك هذه السنة في الأيام الأخيرة منها.
وفي تصريح لك طالبت أن تكون سنة 2020 سنة بدون اعتقالات سياسية، لكن العكس هو الذي حصل، وأنا أنوب عنك هذه السنة لنجعل سنة 2021 سنة بدون اعتقالات.
نم قرير العين ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق