جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

لماذا اضعت البندقية؟

  خاطرة حلم من الواقع المعاش ارتباطا بالماضي بكل احداثه السلبية والايجابية

بنحمو الفواخري احد المقاومين الاوائل الذين سلموا اسلحتهم للمخزن لكن المخزن سلمه للمقصلة بدعوى مؤامرة مزعومة باغتيال ولي العهد انذاك الحسن...
اعدم بنحمو ...واعدم الكثيرون معه...
صرختهم الاتية من وراء الحجب
-لاتسلموا اقلامكم...لاتسلموا اقلامكم...فتسقطوا مثلما سقطنا


لماذا اضعت البندقية؟

مستغرقا في استخراج احرف واشارات خفية  من بطن كلمات تائهة وسط اسطر مبعثرة من كتاب سرب سرا داخل سفينة اسماك مهربة...

كان يفتح الصفحات ببطء ويلتهم كل حرف من احرفها المكتوبة بالدم والعرق وسهر الليالي

وعذابات المنافي...

غامت عيناه وانفتح الماضي ابوابا كانت كلها احزانا والاما لاتنتهي ...

في مكان اشبه مايكون بدكان مهجور لم يتبق به الاشئ من الفحم وكرات بالية باهتة اللون مترامية هنا وهناك في الجنبات ...

على كرسي غريب المنظر والمظهر كان يشبه كرسي اعدام او مقصلة كان يجلس شيخ منحني الظهرفي يده عود يخط به اشارات مبهمة على الارض قد لاتعني اي شئ لكن له كانت تعني اسئلة مبهمة حائرة وعلامات استفهام على كل اشارة منها...

رفع راسه ببطئ يغالب نوائب الزمن واهواله تلاقت العينان بالعينين كانت الدموع تملأ المقلتين وان تحجرتا كالثلج...

تامل الكتاب في يده ...

ململ راسه يمينا ويسارا وكانه مازال مذهولا في حلمه اللامنتهي بوطن يتسع افقه حتى يناطح السحاب...

مد يده للقادم بسلة فحم وكرةبالية الاطراف ومنشورات ملطخة بالتراب ورائحة الموت 

تسمرت يدالقادم وحرك راسه بحزن وتحشرجت الكلمات في حلقه :

-لماذا اضعت البندقية..؟.لماذا سلمتها...؟

ارتطم رأسه بجانب الحائط المتكئ عليه

فتح عينيه ببطئ كان بنحمو الفواخري  من وراء الحلم مازال يمد يده وكانت يداه مازالتا متسمرتين والسؤال الباكي على لسانه:

-لماذا اضعت البندقية..؟.لماذا سلمتها...؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *