جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

مساء الحرية ياولدي الغالي.
حدث اليوم أن تمكنت والدتك من رؤيتك ومعانقتك بالدموع بعد تغييب طال خمسة أشهر، وتحقق لها ذلك بفضل دفاعك ونشكرهم على مبادرتهم الإنسانية الجميلة.
وأمام المحكمة جسدت لجنة البيضاء ورفاقك الأحرار للتضامن معك ومع سليمان وجميع المعتقلين السياسيين، وقفة رددنا خلالها مطالبنا بإطلاق سراحك وسراح جميع المعتقلين.
كما حضر للوقفة عدد من الصحافيين والمواقع الذين دأبوا على تغطية جميع الوقفات السابقة
نشكرهم كما نشكر كل جنود الدفاع من البيضاء، والذين منهم من تكبد عناء التنقل إلى المحكمة بالبيضاء، لمؤازرتك إيماناً منهم أن قضيتَك قضية سياسية وأن اعتقالك تعسفي ولا يعدو أن يكون انتقامياً من عملك كصحافي تحقيق أنجزتَ تحقيقاتٍ مهمةً حول الفساد الكبير والبنيوي.
تخريب البيئة بنهب مقالع الرمال والاستيلاء على أراضي السلاليات وملايير المخطط الاستعجالي وتحقيقات أخرى أكثر أهمية.
وكنت في عملك الاستقصائي تضع أسماء الفاسدين مقابل حجم فسادهم بكل وضوح ومباشرة.
ومن يصدق الدولة في زعمها محاربة الفساد وهي تحاكم وتسجن من يفضح الفساد ويعريه ويضعه أمام المسؤولين.
من يحارب صحافة التحقيق ويمنعها، هو الذي يشجع الفسادَ بتكميم أفواه الصحافيين والمعارضين والمدونين ويعدم الرأي الآخر.
وكلما طال اعتقالك ازداد شوقنا إليك وازدادت حيرتنا في عدم الاستجابة لمتابعتك في حالة سراح إيماناً منا أن اعتقالك كل هذه المدة لا مبرر له.
كما أننا لا نرفض المحاكمة ونراهن على عدالتها.
أصبحتْ تُهم التجسس والتخابر وتهديد الأمن الداخلي والخارجي للبلد، تتكرر في حق المعارضين والصحافيين حين يقتربون من أعشاش الفساد ويصبحون مزعجين للسلطات والباطرونا الأوليغارشية. ويُستعملُ القضاء في مثل هذه القضايا استعمالاً سياسياً.
لا بد لهذا الاحتقان أن ينتهي وأن تحضر الحكمة عوض المغامرة ونحن نرزح تحت ضغط أزمات مركبة زادتها تعقيداً جائحةُ كورونا.
من حقنا كمواطنين أن نشعر بالاطمئنان على أبنائنا وعلى حريتهم وحياتهم ومستقبلهم في بلدهم وألا يضطروا إلى اللجوء إلى دول أخرى بحثاً عن مساحات أرحب للتفكير والتعبير بدون رقابة وبدون محاكمات.
لنتأمل عددَ الأطر من كل التخصصات الذين يغادرون البلد بحثاً عن شروط الكرامة والحرية وليس بحثاً عن المال فقط.
لنعتبر إدن ولا نُفرغ البلاد من أبنائها .
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *