رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والثلاثين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والثلاثين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
تحية الحرية ياولدي.
إن الانتهاكات التي تُرتكب في حق الصحافيين والمدونين ونشطاء الحِراكات الاجتماعية ظهرت دوافعها للجميع، وسيأتي وقت لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف ضحاياها، وما تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة إلا شاهد على أن انتهاكات حقوق الإنسان لا تتقادم وأن التاريخ سيضعها أمام الأجيال المقبلة لمحاكمتها واستخراج العبرة منها و أن خسائرها أخطر على تماسك المجتمع واستقراره.
كيف يُعقل أن يُعاقب من يناضل ضد الفساد: فساد في كل مفاصل الدولة.
محاربة الفساد والرشوة وتخليق الحياة العامة: هذه هي مطالبنا.
لكن هذه المطالب تتم قرصنتها بديماغوجية مقيتة لتصبح شعارات تملأ الأجواء وتصبح فقاعات هواء، تنفجر وتختفي بمجرد نطقها من طرف من يؤتت بها خطاباته.
ومنذ أن أصبحت هذه الشعارات جواز مرور البعض إلى مواقع النفوذ السلطوي، والمغرب يحصل على أضعف النقط من طرف المنظمات الدولية في تصنيفه ضمن فصيلة الدول الفاشلة والكسولة التي تكرر القسم كل سنة وتكرر كل سنة نفس الإنجاز وتحصل على نقط أقل في مجال النزاهة والشفافية ، وكأننا تحت حكم الفساد بقوانين رسمية يضعها ويحميها كبار الفاسدين.
وويل لمن يقول غير ذلك ويفضح هذا النموذج الذي يقوم على الفساد.
تقوم الدنيا ولا تقعد ويصبح المعارضون خونة وانفصاليين ومغتصبين ويتعرضون للتشهير من طرف إعلام الأجهزة والباطرونا الأوليغارشية.
قد يقول قائل إن هذه سوداوية وعدمية، نقول له إننا نثمن كل الإنجازات في البنية التحتية التي فرضتها الشركات الأجنبية من أجل توطين بعض فروعها في المغرب.
ورغم ذلك فهي إضافات لها قيمتها، إلا أنها لن تعوض سياسة اجتماعية تعالج البطالة والفقر والعدالة المجالية وضمان الحريات من أجل وضع حد للاحتقان الاجتماعي.
ترى، كم ستكلفنا هذه السياسة مستقبلاً؟ إذ لا بد أن يأتي وقت لن يكون له ما بعده عندما تشتد الأزمة وتفرض على الجميع وخصوصاً على المسؤولين تقديم الحصيلة، فتظهر كارثة ما اقترفت أيديهم في حق الوطن والمواطنين.
التعليم والصحة والشغل والسكن مجالات تعرضت للانتهاكات وانهارت كلياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق