جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثلاثين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثلاثين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

يومك سعيد أيها الغالي وسلامتك من الحرب التي تدور رحاها فوق رؤوسنا.
من قال إن الدولة مشغولة بمواجهة الجائحة والأزمة الاقتصادية الخانقة، وكبارُ قومِنا مشغولون ببعضهم البعض في صراع لا نعرف أطرافه بالتحديد عندما تعددت وأصبحنا لا نفهم ما يحصل في البلد وإلى أين ستؤول الأمور ومن يدبر شؤون الدولة؟
وفي الجهة الأخرى يسود صمت لا ندري معناه ومغزاه.
أما المؤسسات المنتخبه فغيابها كحضورها وكأن ما يحدث في البلد ليس بالأمر الذي انتُخبت من أجل تدبيره .
وخلال حديث مع أحد الرفاق حول هذا الصمت، ردٍَ مازحاً إنهم ينتظرون نهاية المعركة التي تدور فوق الدولة ليعرفوا المنتصر.
ولأن دار المخزن هي المكان الذي لا تلجه السياسة كما نعرفها. وأنهم لا سبيل لهم لشق عصاه ويفكرون من داخل منطقه في جميع المجالات.
وحده الشارع يئن تحت وطاة التدبير الغريب للوضعية العامة التي وقعت تحتها البلاد.
وبعد أن تمكن المخزن من كل شيئ وأغلق ابواب المشاركة السياسية والنقاش العمومي صار النضال من أجل إعادة فتحها يؤدي إلى السجن بتهم جنائية لا علاقة لها بالسياسة.
ولقد أصاب أحد نشطاء اليوتوب عندما قال إن صمت الأحزاب الكبرى التي تجندت لسلخ الشباب الغاضب واتهامه بالانفصال والخيانة والجنس( والله أعلم إن كانت كبيرة فعلاً)، ربما وراءه ما وراءه من تسجيلات الفضائح التي أصبحت تتحفنا بها مواقع المواخير. من يدري ؟
إن الدول التي تتشكل قاعدتها الديمغرافية من الشباب لا خوف على مستقبلها ونحن شبابنا يشكلون قاعدة اكبر ونخاف عليهم من الدولة. لانها تفتح لأجودهم ابواب اللجوء أو أبواب السجون، يدخلونها شباناً ويغادرونها كهولاً.
لقد أصبح المغرب يعيش قحطاً فكرياً ورياضياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً منذ عشر سنوات، فغابت من فضاءاتنا كل المعالم التي تشكل هويتنا الثقافية من غناء ومسرح وسينما ورياضة وحوار فكري وكل ما يرقى بنا الى مصاف الدول المحترمة.
حقيقة، لا يروقني هذا الكلام لكنه يخرج رغماً عني. لأنني أجد امامي كل ادوات رسم هذا الواقع البئيس الذي زادته بؤساً جائحة كورونا.
تمنيت لو أجد شيئاً يدفعني إلى الكذب والتضليل كما فعلت بعض البلاغات التي جعلت من المغرب جنة فوق الأرض وهددت وأرعدت وأزبدت في وجه المنتقدين للسياسات العمومية، لكنني لم أرَ إلا مقاربة أمنية متشددة تفرض على المواطنين التطبيل أو المحاكمات.
كان الأمر يفرض انفتاحاً على المجتمع وطي صفحة المحاكمات وإطلاق سراح معتقلي الرأي والصحافيين ونحن تنتظرنا مواعيد في المستقبل القريب نتصورها تدشن لانتقال إلى الدولة الوطنية الديمقراطية للقضاء على هذا القحط . والله أعلم. ليست هناك مؤشرات تجعلنا نصدق مغادرة دولة المخزن والدخول في هذا القرن كدولة قوية ومحترمة.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *