جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

" الدفاع عن المدرسة العمومية وأوضاع نساء ورجال التعليم هو دفاع عن مستقبل الوطن


دواعي الاضراب العام الوطني يومي 1 و 2 دجنبر 2020 :
" الدفاع عن المدرسة العمومية وأوضاع نساء ورجال التعليم هو دفاع عن مستقبل الوطن ".
تخوض النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل إضرابا عاما وطنيا يومي 1و2 دجنبر 2020 في سياق استثنائي يتمثل في انتشار الموجة الثالثة للجائحة وما خلفته وستخلفه من تداعيات على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية . هذا السياق من شأنه أن يفتح المجال لتسويق خطاب حول الظرفية الدقيقة وقضية الوطنية ، وما ينتج عن ذلك من مفاهيم التشكيك والتخوين والمزايدات...ولرفع اللبس وتقويض اسس هذا الخطاب الذي يتم تغذيته كلما كانت هناك حركة احتجاجية ، وكلما عبرت الفئات العمالية والشعبية عن غضبها وسخطها من السياسات اللاشعبية و اللاجتماعية، لابد من تنوير الرأي العام .
1)إن النقابة الوطنية للتعليم /كدش مارست مهامها النضالية عبر مسارها التاريخي بمسؤولية وطنية ، والمتمثلة في اعتبار قضية الوطن تسمو فوق كل القضايا، وأولها قضية الوحدة الترابية . لم تتردد النقابة الوطنية للتعليم /كدش ، ولم يتردد نساء ورجال التعليم في التطوع والإنخراط في تقديم الساعات الإضافية التضامنية .كما أن الكونفدرالية الديموقراطية للشغل نظمت مؤتمرها الوطني الرابع أيام 14\15\16مارس 2001 بالعيون ، تحت شعار :" الوحدة والديموقراطية"، بدلالاته وتعدد ايحاءاته وتعدد رسائله. إن اطلالة سريعة على الأدبيات النقابية القطاعية والمركزية كافية لاستنباط هذا الموقف التاريخي الثابت . 2)إن الوطنية تقتضي أن تكون الدولة في خدمة المجتمع ، وتقتضي تكسير الفجوة بين الدولة والمجتمع . إن الوطنية تقتضي المصالحة بين الدولة والمجتمع .إن المصالحة بهذا المعنى تفيد القطع مع السياسات التي أنتجت الفوارق الاجتماعية والمجالية ، وانتجت الفقر والبطالة والهشاشة الإجتماعية، والتسريح والطرد...إن المصالحة تستوجب القطع مع خنق الحريات ، والقطع مع قمع الاحتجاجات السلمية ، والتضييق على الرأي ...
3) إن صيانة الوطن وتحصينه يتم عبر التلازم بين ثنائية الأرض والانسان ، وهو ما يستلزم وضع سياسات عمومية محورها الانسان ، وهو ما يتم تغييبه . حين تتعرض المدرسة العمومية للتفكيك ، عبر ادخال الهشاشة في التوظيف المتمثل في آلية التعاقد ، واستهداف المجانية تحت ذريعة تنويع مصادر التمويل ، وشرعنة خوصصة التعليم وتسليع التربية عبر آلية الشراكة عام/خاص .في هذا السياق يمثل قانون الاطار المصادق عليه من طرف البرلمان احدى المخاطر التي تتهدد التعليم العمومي .حين تتعرض المدرسة العمومية للتهميش ، ولا تمثل انشغالا لدى الدولة ، فان مستقبل الوطن يضيع ، وقانوني المالية (2020 المعدل-2021) يشكلان جوابا وردا على أطروحة التعليم اولوية الاولويات ، رغم ان احدى دروس وعبر جائحة كورونا اكدت صحة وصواب هذا التوجه .
4) إن الوطنية تستوجب أن تكون للمؤسسات مصداقيتها وهيبتها ونزاهتها ، فحين تتملص الحكومة من الاتفاقات (ما تبقى من 26ابريل 2011-احداث الدرجة الجديدة والتعويض عن العمل بالعالم القروي- اتفاق 19 ابريل 2011...) ، وتتماطل الوزارة في إخراج نظام اساسي عادل ومنصف ومحفز وموحد ، والذي استغرق النقاش فيه ست سنوات، وحين يتم تجميد الترقيات ، واغلاق قنوات الحوار ، والاقتطاع من اجور المضربات والمضربين . وحين تتصرف الوزارة الوصية على القطاع بطريقة استفرادية ، وتتخذ القرارات بطريقة أحادية ، دون اشراك النقابات ، ودون حتى التشاور معها ولا التواصل معها ، في خرق سافر للدستور والأعراف والإتفاقيات ، إن الحكومة والوزارة في هذه الحالة كمؤسسات دستورية تضع نفسها فوق القوانين وفوق الدستور كأسمى القوانين .
إن إضراب 1و 2 دجنبر 2020الذي تخوضه النقابة الوطنية للتعليم /كدش هو تكسير للصمت الممأسس ، وعدم قبول التنازل عن المسؤولية التاريخة بروح وطنية عالية ، لأن الدفاع عن التعليم العمومي المجاني الجيد للجميع ، وعن الأوضاع المادية والإجتماعية والمهنية ليس موضوعا للمقايضة ، لأنه في عمقه دفاع عن مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن . إن الأوطان تصمد أمام الهزات والأزمات بقوة ونجاعة ونوعية وجودة نظمها التعليمية . فهذا هو سبيل التقدم والتنمية والتنوير ، لمواجهة الجهل والتخلف والتأخر ،وكل التحديات التي يفرضها العالم المعاصر المتحول .إن معركة 1 و 2 دجنبر 2020 هي معركة من أجل مستقبل المغرب .
عبداللطيف قيلش- عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم/كدش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *