جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

ما العمل لما لاتعرف ماذا تفعل؟الرفيق بوعلي

 ما العمل لما لاتعرف ماذا تفعل؟

اول الاحتمالات الممكنة : اللاشيء، يعني لا تفعل شيئا.. لكن هذا اللاشيء ليس فارغا كما قد يبدو للبعض، الانسان بعض الاحيان يرحب بالملل الذي ربما احدى المؤشرات الدالة على الوضع الذي نعيش في كنفه بسبب هذا الوباء الذي قيل عنه انه تاجي..
قلنا ان هذا اللاشيء ليس فارغا، فهو مملوء بالحياة ، فهو أشبه بالمتفرج ، فكل الأفكار التي تخترق ذهنه يصبح جسده كمسرح ، ولذلك يمكن ان يكون هذا الملل الطفيف لحظة لعملية التنفيس الذاتي وربما زخم، من المرجح أن يقود الى تدفق فكرة او قرار ، فالانسان تمتلكه نشوة لما يصل إلى فكرة يمكن ترويجها ..
الاحتمال الثاني هو اتخاذ القرار بطريقة ارادية من اجل الخروج من هذه الوضعية بالمعنى العام - إقرأها وافهمها كما تشاء- لكن قد تجد القرار المتخذ ، اذا كان يحوم حول نفس المشاكل، ستعود مرة أخرى إلى الاحتمال الأول ، لكن كلما تجرأت على اتخاذ القرار لمواجهة عدم اليقين ، أصبح الأمر أسهل بالنسبة لي، كما برهن ذلك الفيلسوف ديكارت : سلطة ارادتنا تمكننا من تجاوز حدود فهمنا وادراكاتنا، اذا كان فهمنا محدود ، يقول ديكارت، فإرادتنا ليس كذلك.فالارادة هنا أشبه بعضلة، اذا تمرنت جيدا ستبقى قوية او محافظة على القوة..
هذا الملل او التعب القادم من اسباب غير معروفة، لان هناك تعب "مقدس" الذي يأتي من الرياضة أو من جميع اشكال الحركة، قد يؤدي الى الإنهاك الذاتي والى نوع من السذاجة الجماعية، وهذا ما نشاهده فقد تجد جسما شابا لكن له ذهن موغل في الشيخوخة ، وربما تجد العكس هناك من يعتقد ان في ذهنه يحس انه شاب رغم تقدمه في العمر، وهذا ناتج بالاساس عن سياسة تحرير سوق المعلومات التي أصبحت متضاربة ودخلت في منافسة حادة مع الخبراء ..
عندما تكون في ذهنك ما يسميه الفرنسيين des petits riens فهي الاساس الذي يصنع التحولات الكبرى ، فعندما يكون الانسان في وضع الملل عليه ان يعرف كما يقول بول ريكور : كيف يتصرف في زمن ، خطأ بسيط قد يؤدي الى انهيار كل شيء.
مناسبة هذا الكلام كله، لمن فهمه، اننا لما لا نعرف كيف نتصرف، علينا أن نبتعد عن الحدس القادم من نظريات المٱمرة الحمقاء الشبيهة بأن الارض مسطحة!
ان الجواب على السؤال هو تسليح مستقبل المواطنين بالفكر النقدي الذي هو سلاح لمواجهة الأدلة الكاذبة ، ولما لا يكون هذا السلاح موجودا، فمعناه لا توجد وسيلة للتجديد، والذي لا يتجدد،يتحلل..
ب.ع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *