جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والأربعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

ليلتك سعيدة ياولدي.
لقد شكل النضال من أجل احترام حقوق الانسان لدى التنظيمات السياسية الديمقراطية اليسارية مركزيةً حاسمة في منظوماتها الفكرية.
وكان لها فضل في تحقيق عدد لا بأس به من المكاسب دفعت الدولة إلى الانخراط الكوني في احترامها والتحفظ على بعضها لأسباب عقيدية، لكن سيأتي وقت لتبنيها ما دامت تحفظ كرامة الإنسان.
لم يكن الانخراط في دعم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان يخضع لأي تمييز لصالح الانتماء الحزبي وإنما كل من انتهكت حقوقه يعتبر مواطناً يجب دعمه.
وهكذا كنا نفهم السياسة العادلة ولم نتأخر يوماً كمناضلين في الوقوف إلى جانب المظلومين دون الالتفات إلى هويتهم السياسية إن كانت لهم هوية.
لكن في السنوات الأخيرة، عدد من المواطنين الذين تعرضوا للاعتقال والمحاكمات وعلى رأسهم صحافيون مستقلون ومدونون بناء على عملهم الصحافي أو لمجرد تدوينات، يجدون أنفسهم بدون دعم سياسي من طرف مناضلي أحزاب اليسار، رغم أن قيادات هذه الاحزاب تصدر بيانات تضامنية مع كل من انتهكت حقوقهم وسلبت حريتهم بالاعتقال، وهو ما يستوجب انضباط مناضلي هذه الأحزاب في تصريف مواقفها في الفضاءات العامة من وقفات ومسيرات، إلا أننا لا نفهم غياب مناضلي هذه الأحزاب عن الحراكات الاجتماعية والنضالات الشعبية. وهو أمر يتير الاستغراب.
إن وحدة النضال الميداني هي السبيل الوحيد لتقوية صفوف الحركة الديمقراطية من أجل تغيير ميزان القوة لصالح الطبقة الكادحة.
وفي الصراع السياسي والطبقي لا تتحقق المطالب إلا بفرضها نضالياً وليس انتظارياً.
وأن التعويل على ليونة المخزن في تقديم بعض التنازلات يُعد طوباوية وتسولاً.
لقد نظمنا عدداً من الوقفات أمام المحكمة تزامناً مع تقديم صحافيين مستقلين فضحوا الفساد ، تغيب عنها مناضلو أحزاب اليسار وحضرها شباب مستقلون يرفضون هذه المحاكمات الصورية.
لا بد أن تكون للأحزاب الديمقراطية امتدادات جماهيرية عن طريق دعم نضالاتها ضد التهميش والفقر ودعم مطالبها الاجتماعية.
كيف نطالب المواطنين بالتسجيل في اللوائح الانتخابية ولا ندعمها في غضبها ضد السلطات ؟
إن مقاومة المخزن لم تعد تنطلق من التنظيمات الحزبية فقط وإنما من الشارع والوسائط الاجتماعية.
ولقد ظهر منذ 2011 أسلوب نضالي جديد هو نضال الحراكات الاجتماعية يلعب فيها مناضلو الأحزاب دوراً مهماً في التأطير، إلا أن الحسابات الفوقية والمتعالية على الجماهير تشوش عليها وتشكك في فعاليتها النضالية.
هذا زمن الجبهات وتوحيد النضالات.
ومعتقلو الرأي معتقلون سياسيون علينا اعتبارهم معتقلي الشعب المغربي اعتقلوا بسبب آرائهم وفضحهم للفساد الذي ينخر البلاد.
نحن لا نتسول الدعم وإنما نذكر البعض من الرفاق أننا مناضلون ميدانيون ولا ننكر تضحيات البعض في هذا المجال ونحييهم تحية النضال الشريف.
نم هنيئاً ياولدي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *