جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الخامس والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
تحية المحاكمة العادلة ياولد.
بعد إقفال التحقيق التفصيلي في كل الشبهات التي طالب الوكيل العام بالبحث معك في شأنها وقرر إعتقالك على ذمة هذا البحث يوم 29 يوليوز من السنة الماضية، ننتظر قرار إحالتك على جلسات المحاكمة في المقبل من الأيام.
ومطلبنا هو المحاكمة العادلة.
وللمحاكمة العادلة شروط لا تتوفر العدالة بدونها.
تبدأ ضمانات العدالة بكل مراحل التقاضي من التحقيق الأمني عند الفرقة الوطنية.
ومن هنا تبدأ الشكوك في ضمان شروط المحاكمة العادلة في غياب دفاع المتهمين ودعمهم أمام ضباط الشرطة القضائية. وهذا ما ينعدم في القانون الجنائي لبلدنا ويجعلنا لا نطمئن على إنصاف المتهمين رغم عدالة المحاكمة، لأن محاضر الفرقة الوطنية تتم تحت ضغط الاستنطاق والشروط التي تفرضها هذه الفرقة على المستجوبين.
ومن الناحية السياسية كان الضغط قوياً في حالتك على القضاء بهدف توجيهه والتأثير عليه.
فكيف يواجه القضاء بلاغ المجلس الحكومي الذي وصفك بالجاسوس قبل قرار النيابة العامة؟
وكال لك اتهامات خطيرة بالتخابر مع جهات أجنبية لها علاقة بجهات استخباراتية.
كيف يواجه القضاء المستقل مؤسسات قضائية انخرطت في تأكيد هذه الاتهامات؟
كيف يتعامل القضاء مع الهجوم الكاسح والتشهير بك من مؤسسات إعلامية رسمية ومقاولات تابعة للأجهزة الأمنية كانت تُسرب إليها محاضر الشرطة القضائية وتنشرها في مواقعها في تحدٍّ صارخ لسرية التحقيق ؟
أمام هذه الضغوط الهائلة على الجسم القضائي فإننا نخاف أن لا تتمتَّع بمحاكمة عادلة.
غير أننا ننتظر في هذه الأجواء أن يُصحِّح القضاء ما ذهب إليه كل من حرَّضَه عليك وعلى سليمان وأن يعلن استقلاله الفعلي وأن يُقنع الرأي العام بقراره في قضايا الصحافيين : قرار يجعلنا نشعر بالحماية القانونية ونقول إننا نتوفر على قضاء نلجأ إليه أمام استبداد الأجهزة الأمنية التي عطلت وأصابت كل المؤسسات بالعجز حتى المنتخبة منها.
ومن ناحية المقاومة السياسية لما يحدث في هذه المرحلة نقول إن جيلاً جديداً من الشباب من نشطاء اجتماعيين وصحافيين ومدونين اعتنقوا النضال من أجل مطالبهم الاجتماعية والحقوقية وحتى السياسية، يشكلون جزءاً من النضال الديمقراطي.
والتحرش الأمني والقضائي بهؤلاء واعتقالهم والحكم عليهم بعشرات السنين يفرض على القوى الديمقراطية والحقوقية أن تتبنى قضيتهم والتضامن معهم بالحزم المطلوب في هذه المرحلة، والتنديد بهذه المقاربة الأمنية التي لم تسلم منها كل القوى السياسية الديمقراطية بمنعها عن التعبير عن مواقفها من وقفات احتجاجية لا تحتاج إلى ترخيص.
فما بالنا في تنظيم مسيرات ؟
نحن نعلم أن ميزان القوة الحالي ليس في صالح القوى الديمقراطية، وهذا سبب موضوعي للاصطفاف إلى جانب كل المبادرات النضالية لتعديل ميزان القوة لصالح الجماهير.
هكذا وفقط ستصبح لنا مؤسسات مستقلة وقضاء يحقق للمواطنين المحاكمة العادلة.
إلى ذلك الحين نتمنى لك ليلة دافئة وشفاءاً عاجلا مما يحل بك.
سلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *