جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من الإحباط.
التعبير عن الإحباط من الوضعية التي آلت إليها حالة الحريات من تضييق وخنق ، أصبح حديث الجميع.
بعد هيأة الإنصاف والمصالحة التي لم ترَ توصياتها النورَ، سكنت أوجاع ضحايا تزمامارت ودرب مولاي الشريف ومقابر أخرى، سكنت نسبياً لكن المرحلة العصيبة، مرحلة الرصاص لم تسكن بل كانت تهيئ نفسها لمرحلة رصاصية جديدة.
وهاهم الناجون من الموت والجنون من الرصاص الأول تحركت أوجاعهم وعادت الكوابيس تنغص عليهم سكينتهم بعدما رأوا علامات عدة وأشباح أوفقير واليوسفي قدور والخلطي تتراقص أمامهم معلنة العودة لزمن صدقنا أنه ولَّى.
شهادات ضحايا ذلك العصر التي تعبر عن معانات لم تعالجها هيأة الإنصاف والمصالحة أيقضت الكوابيس وفتحت كل الجراح.
وسننتظر الكثير منها هذه الأيام من أجل تذكير مهندسي المقاربة الأمنية أن لا شيئ يستطيع جبر ضرر فاق كل التصورات ولو بمال قارون كتعويض.
وبعودة هذه المرحلة السوداء يعود ضحاياها من الأحياء ومن ذوي الشهداء ليرفعوا صوتهم عالياً أنهم لم يسامحوا ولم يتصالحوا بعد، ما دامت محاسبة الجلادين لم تتم، وها هم خلفاؤهم يكررون المأساة.
اليأس والإحباط وفقدان الأمل والحماس هي أعراض المجتمع المغربي في كل المجالات.
وستتفشى هذه الأعراض في غياب الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وسيصبح الأمر غير قابل للعلاج، وقد تنفلت الأمور.
إن المجتمع المغربي أكبر من الذين يدبرون شؤونه بشكل أمني صرف، كما أنه لا يفتقر إلى الخبرات المؤهَّلة في جميع المجالات، لكن اغلبهم يُدفعون دفعاً إلى الهجرة بحثاً عن شروط أفضل للعيش والحرية.
والباقي، بعضهم في السجون والبعض الآخر نجا بنفسه او اندمج.
لا لتكرار المأساة ولا للاعتقال التعسفي ولا للمحاكمات الصورية ونعم لتدشين مرحلة جديدة تعيد أشباح الأمس وخلفائهم إلى جحورهم وتفتح آفاقاً واعدة من حريات وكرامة وعدالة اجتماعية.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان وللأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *