جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك ياولدي من أذى السجن وشدة البرد.
لقد اعتدنا أن يضع الواقع المر أمام أعيننا كل فصل شتاء مستوى التنمية البئيس في البنية التحتية رغم حجم المال العام الذي يُصرف على مشاريع تعريها بسرعة كبيرة أمطار هذا الفصل.
إنه الفساد الذي أنت بسببه في السجن.
لماذا ينزعج المسؤولون من الذين يكشفون الفساد فيتحرشون بهم وينصبون لهم العداء والمحاكمات؟
ألا يشهد واقع الأمر بهذا الفساد؟
لقد كشفت الجائحة الخصاص المهول في التنمية من صحة وتعليم وشغل وسكن وعيش بالحد الأدنى من الكرامة، رغم صرف ميزانيات خيالية لم تذهب إلى حيث يجب ان تذهب، بل راحت إلى جيوب وحسابات المسؤولين الذين لا تعرف المراقبة والمحاسبة طريقها إليهم.
وفي كل فصل شتاء تعري الأمطار ما ينجزه الصيف وهكذا يتكرر كل سنة استنزاف إمكانيات الوطن.
وما حصل في الدار البيضاء عنوان لفساد نخبة سلمت تدبيرها لشركات تنهب مال الجماعة ولم تقدم شيئاً. والدليل على عجزها الفيضانات التي طردت السكان من بيوتهم في عز هذا الفصل.
والحال أن كل التراب الوطني يعاني من هذه الآفة، آفة الفساد الكبير الذي يعشش في كل القطاعات.
وكلما ارتفعت أصوات المواطنين الأحرار ضد الفساد والفاسدين، ترتفع وتيرة التحرش الأمني والقضائي ضدهم.
وها هو الواقع يشهد لصالح هؤلاء الأحرار ويبرئهم أمام المجتمع.
في دولة تحترم مواطنيها، عليها أن تحترم حرية التعبير التي تُمكِّن المسؤول من معرفة درجة الانزعاج او الرضى عن سياسته.
وهذا العمل موكول للقوى السياسية والحقوقية والمدنية التي تتعرض للتضييق من طرف الأجهزة الأمنية على أنشطتها وتمنعها وتجرمها بل وتخونها.
لا يمكن للمؤسسات الأمنية أن تحل محل الدولة والمنتخبين من برلمان وحكومة وتصبح جهاتٍ سياسيةً تتجاوز مهامها الوظيفية في حفظ الأمن.
ها هي أحداث طارئة تكشف لنا واقعاً مزيفاً لم تنفع الواجهات التي امتصت ميزانيات هائلة في إخفائه.
إذا لم تكن تنمية الإنسان محورَ كل نموذج تنموي فستبقى تلك المشاريع العملاقة بدون قيمة وبدون روح ومجرد واجهات للاستهلاك الخارجي.
سلامتك أيها الغالي من معاناتك مع الألم.
وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *