جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثامن والخمسين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلامتك أيها الغالي من عزلتك ورطوبة الزنزانة.
تفاجئني ياولد بوعيك العالي وأنت في السجن معزولاً وتعرف ما يحصل في وطننا العزيز.
ما يحصل ياولد في وطننا لا يذكرنا فقط بسنوات الرصاص وإنما بتخطيط بدأ منذ عقود بقتل واغتيال كل ما يشكله الطيف السياسي والحقوقي من قوة معارضة لسياسة النظام ومن قوة اقتراحية ضرورية للبلاد في مقابل السياسيات اللاشعبية واللاديمقراطية التي تنهجها الطبقة الحاكمة.
ابتدأت بإضعاف الأحزاب الوطنية الكبرى بتقسيمها عن طريق اختراقها ودعم الفاسدين منها ووضعهم على رأس التنظيمات المطبعة مع الفساد وسياسات النظام.
فأصبحت كلها تقبل الاندماج في منطق السلطة الحاكمة والمشاركة في لعبتها السياسية وتزكيتها.
وهكذا لم يعد في الشارع ما يغري المواطن في دعمها والانخراط فيها من أجل النضال في إحداث التغيير المنشود.
وأصبح شعار كل الأحزاب سواسية هو السائد لدى المواطن البسيط.
واستغلت السلطة الحاكمة هذا الإحساس لدى المواطن من أجل تجريد المعارضة السياسية من كل مصداقية وأن الأحزاب كلها متشابهة لا تبحث إلا عن مصالح منخرطيها.
وأنَّ من يخدم الوطن هو الأمن والباطرونا .
وها نحن نعيش نهاية السياسة في مغربنا وأصبحنا نعيش تحت التدبير الأمني المطلق والتدبير الاقتصادي والمالي المفترس.
دفعت هذه الوضعية الاستثنائية التي أُعدِمت فيها السياسة، بروز شباب اتخذوا من عملهم الصحافي والمدني ، بفضل الوسائط الاجتماعية وسيلةً لتعويض دور الأحزاب المناضلة التي تم إضعافها، وصارت تشكل خصماً فعلياً للسلطة ولمشروعيتها، لأن المشروعية تُكتسب بالانتخابات الديمقراطية وليس بتعيين الحكام الفعليين خارج الاختيار الشعبي.
فأصبحت السلطة تضيق أكثر بهؤلاء الشباب ففتحت لهم المحاكمات وفصَّلت لهم تهماً أخلاقية ،وهم من خيرة ومن أجود نخب المجتمع علماً وتكويناً وأخلاقاً، وأكثر من ذلك وعياً بدورهم في المجتمع من أجل تحقيق الانتقال إلى وضع ديموقراطي يضمن حرية التعبير والعدالة الاجتماعية ومحاربة تغول فساد رجال السلطة.
تقوم أجهزة السلطة وأذرعها الإعلامية بهذا السلوك المنبوذ من أجل عزل نخب المجتمع الفاعلة واستهدافهم بتشويه سمعتهم والتشهير بهم ووضعهم في السجون لإسكاتهم.
هذه الوضعية جعلت سمعة البلاد في التقارير الدولية حول التنمية البشرية والفساد واحترام حقوق الإنسان تُصنَّف في أسفل الترتيب الدولي .
نعيش اليوم فشل هذه المقاربة وعلى السلطة الحاكمة أن تستدرك الأمر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وأن تُجنبنا سخرية العالم فيما وصلت إليه سلوكات الأجهزة الأمنية من عبث وسلطوية وانتقام من نخب المجتمع التي تستحق التتويج عوض السجون.
هل من عاقل يعقل مغامرته حفاظاً على صورة الوطن وطنياً ودولياً؟
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *