جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والسبعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والسبعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

مساؤك صبر ياولد.
للصبر حدود ياولدي.
وأنا في لحظة أفكر فيك وأتذكر كرنفال التحرش الإعلامي والأمني الذي استهدفك.
لقد تعرضت لإثني عشرة استنطاقاً دام كل واحد منها أكثر من سبع ساعات، وكانت عبارة عن حصص تعذيب نفسية كما كنت تحكي، لأن أسئلة الفرقة الوطنية كانت غبية وغريبة ولا تملك جواباً عليها.
وأنا أرافقك واصدقاؤك الى مقر الفرقة الوطنية طيلة شهر من هذه الاستنطاقات، كاد صدري ينفجر ونفذ صبري.
كنتُ شاهداً على طحنك حتى تفقد توازنك، هكذا أرادوا .
وكان حضورك وزميلك عماد عند الدرك الملكي لمدة عشر ساعات مستمرة له وقع القتل المعنوي وطحن ما تبقى من صبر .
تعبْتَ كثيراً وأصابك الإرهاق من جراء كل هذا التحرش، واستشرت الطبيب الذي نصحك بالراحة ومدك بشهادة طبية لمدة شهر ولائحة طويلة من الأدوية.
وفي الغد كنتَ تنوي وضعَ هذه الشهادة لدى الفرقة الوطنية خلال الاستنطاق الثاني عشر ليمهلوك ويعفونك مدة تستعيد فيها عافيتك.
لكن الفرقة الوطنية كان لها تصرف آخر: رفضت الشهادة الطبية وأحالتك على الوكيل العام الذي قرر اعتقالك يوم 29 يوليوز، يومين قبل عيد الأضحى.
نزل علينا قرار الاعتقال كالاختطاف، وبعدما كنا ننتظر عودتك تم الاتصال بنا وإخبارنا أنك ستُعتقل لأن شوف تيفي نشرت الخبر قبل يومين أو يوم.
كان يخيفنا وضعك الصحي أياماً قبل اعتقالك، وزاد خوفنا عليك أكثر عند اعتقالك.
لكن طيلة 172 يوماً من الاعتقال التعسفي لم نرَك إلا مرة واحدة، لكنك تُكلِّمُنا ثلاث مرات في الأسبوع.
ومن خلال مكالماتك بدأنا نشعر بصمودك وانك قهرت تعبك بالصبر .
أقول لك الآن: ما أقواك ياولد.
وأنا استرجع هذا الشريط باقتضاب شديد، أردت أن أقول لك إنك لا تغيب عن أذهاننا مهما غيبوك في السجن.
ونتمنى أن تحل الحكمة محل المغامرة وينتهي هذا الكابوس.
إلى ذلك الحين ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان وللمعطي والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *