جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس والسبعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم السادس والسبعين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

تحية الحرية والصمود ياولدي.
أصبح الكل يستغرب من الأساليب الجديدة التي اعتادت السلطوية على اقترافها في حق العشرات من المقاومين الاجتماعيين وحراكاتهم ومن الصحافيين المستقلين والمدونين.
أساليب لا علاقة لها لا بالدستور ولا بالقانون، ويمكن تصنيفها بالطرق الخبيثة في الإيقاع بهؤلاء قبل اعتقالهم بتهم يتم الترويج لها عن طريق صحف ومواقع تابعة للأجهزة الأمنية تهييئاً وتأثيراً على الرأي العام وذلك بالتشهير بالمعنيين.
ويزداد الاستغراب في حالة الاعتقال الاحتياطي الذي يصبح اعتقالاً تعسفياً وتطول مدته لشهور وترفض النيابة العامة كل ملتمسات تمتيع المعتقلين بالسراح المؤقت رغم توفرهم على كل ضمانات الحضور إلى المحاكمة، كما أن الاعتقال الاحتياطي هو إجراء استثنائي.
هذه الوضعية هي التي دفعت المعتقلين إلى خوض إضراب رمزي عن الطعام لمدة 48 ساعة يومي 20 و21 من هذا الشهر من أجل رفع حالة الاعتقال التعسفي ومن أجل وضع حد لظاهرة الاعتقال السياسي التي عادت بقوة وبعنف في الوقت الذي كنا ننتظر المزيد من الانفتاح.
غير أن ورثة العهد القديم تمكنوا من الدولة ومسحوا كل مساحات حرية التعبير من صحافة ووقفات ومسيرات، وحتى الفعاليات الحزبية والحقوقية صارت ممنوعة من الفضاء العمومي.
إن إعدام الوسائط الاجتماعية والسياسية والحقوقية سيجعل الفضاء العمومي فارغاً من كل تعبير منظم، وبدونه ستصبح السلطة في مواجهة مباشرة مع ضحايا سياساتها اللاشعبة واللاديمقراطية.
كما أن الاستقرار المزعوم الذي يتغنى به المطبلون للسلطوية لا وجود له بوجود عدة انتفاضات في العديد من المناطق ، تنتشر ارتداداتها بسرعة كبيرة في غياب معالجتها في حينها بالاستجابة لمطالب الجماهير.
إن الاستمرار في هذه المنهجية لن يجعل المغرب مستقراً ولن يحقق تنمية ولا تقدما، وإنما المزيد من الأزمات المركبة والمعقدة، ستتطلب معالجتها عقوداً من الزمن.
يكمن الحل في التغيير السياسي والانتقال إلديمقراطي، الذي تأخر طويلاً، وكلما تعطل، تعطلت معه كل فرص الاستقرار والتماسك الاجتماعي واصبحنا على شفا حفرة، إن لم نكن قد وقعنا فيها ونحن لا ندري.
لا سبيل لاستمرار هذه السلطوية في تسلطها على الشعب ونخبه وشبابه، لأنها تحمل نهايتها في خبرة أصحابها الضعيفة ونيتهم الانتقامية من المعارضين والتنكيل بهم.
إلى ذلك الفجر ياولدي، أتمنى لك ليلة دافئة من هذا الطقس وانت مُضرب عن الطعام لليوم الأول، وسلامي لسليمان والأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *