رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثالث والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
اشتقنا إليك أيها الغالي.
لا يمكن ياولدي أن نصدق أن دولتنا ديمقراطية ولها دستور شرع لحماية حرية التعبير وحرية الصحافيين، جاء بعد حراك شعبي عارم، وهي تعتقل من يعبر عن رأيه في السياسات العمومية ويساهم في حماية الدولة من الفساد بكشفه وإخبار المواطنين بما يهمهم في حرياتهم وحقوقهم وواجباتهم وكرامتهم وعيشهم ويرفعون وعيهم من أجل الانخراط في خدمة الوطن والمشاركة في تدبير شؤونه؟
وعندما يكون شباب المغرب هم من يتم استهدافهم ،نفهم أن السلطوية تضحي بمستقبل البلد ولا ترى أبعد مما هي عليه الآن من استقرار مغشوش ومفروض بالقوة وقمع الأصوات الحرة.
كيف يدعي من هم يقودون السلطوية أن دولتَنا ديمقراطية وهم لا يسمعون لمن لا تستقيم الديمقراطية بدونهم من ديمقراطيين وتنظيمات سياسية ديمقراطية ومجتمع مدني، من جمعيات حقوقية ونشطاء اجتماعيين وصحافيين، بل تُضيق الخناق على كل هؤلاء وتقمعهم وتنصب لهم المحاكمات وتكيل لهم التهم الجنائية المفبركة وتجعل من التعدد الحزبي والمدني مجرد يافطة للتصدير الخارجي، ويبقى صوت السلطوية هو السوط الوحيد صوتاً وجلداً للمواطنين ؟
إذا كان هناك كلام على الديمقراطية المغربية فهي ديمقراطية الواجهة والدعاية الموجهة للخارج، أما واقع الداخل فهو استبداد ومسح لكل التضحيات التي قدمها الوطنيون من أجل تحقيق الدولة الوطنية الديمقراطية، وكل المساحات التي فُتِحت في لحظات قصيرة سرعان ما تم طيها وإعادة فتح الصفحة القديمة لسنوات الرصاص.
إن هذا النهج السلطوي مرت به عدة دول وخلَّف من الكوارث ما شكل أسباب نهايته،
ونحن لا نشذ على هذه التجربة التاريخية للشعوب .
وموعدنا مع الانتصار للانتقال الديمقراطي ودولة الحماية الاجتماعية لكل المواطنين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق