جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

تحية الصبر والصمود ياولد.
الصمود هو سلاحنا في هذه المرحلة أمام ما نعيشه من ردة حقوقية وردم كل المساحات التي فتحها الأحرار رغم تواضعها، إلا أنها كانت تشكل إنجازاً وخطوة من أهم الخطوات نحو الانتقال بالوطن إلى الديمقراطية.
ارتفعت أصوات أحرار المغرب من خارج الوطن ومن داخله تندد بهذه الردة وتذكر بتجربة المغرب السوداء وما انتهت إليه في نهاية التسعينات من القرن الماضي واعتراف النظام بجرائمه وتعويض الضحايا وتحميل القضاء مسؤولية الأحكام بقرون من السجون في حق المئات من المناضلين.
وتعود هذه المرحلة الحالكة من تاريخ المغرب مع ورثة العهد القديم لينسخوا الإنصاف المزعوم والمصالحة المعطلة ويعيدون عقارب الساعة إلى زمن العهد الماضي.
نحن كنا كلنا أمل في التشبت بالمكتسبات الديمقراطية المتواضعة التي صدقناها واعتبرناها توجها نهائياً نحو الانتقال الديمقراطي.
لم يكن اعتقادنا هذا نابعاً من سوء تقدير سياسي ، لكنه كان نابعاً من تقديرنا للمكتسبات التي تحققت بفضل نضال الأحرار وتثمينها والاستمرار في تحقيق المزيد من المكتسبات.
لكن هناك إرادةً أمنية، لا نفهم دوافعها في وأد تلك المكتسبات رغم بساطتها والعودة بنا إلى زمن اعتقدنا أننا غادرناه نهائياً.
وحتى النشطاء السياسيين وزعماء أحزاب وطنية ديمقراطية عبرت عن استغرابها من وضع المواطنين تحت الحجر الأمني والسياسي ومنع حرية التعبير والخوف من الصحافة المستقلة ومنع حتى عدة أحزاب من تنظيم وقفات احتجاجية والتعبير أو الترويج لمواقفها وبرامجها والاتصال بالمواطنين.
وفي نفس الوقت تطلق العنان لصحافة سخيفة تُشهر بالمواطنين وترتكب جرائماً أمام النيابة العامة التي تقرر متابعة نشطاء لمجرد تدوينة أوتويت كما تُغمض العين أمام الفساد المستشري في البلاد طولاً وعرضاً.
ما هو إدن النموذج السياسي الذي تريده هذه المقاربة الأمنية؟
أي نموذج هذا الذي يعدم الحريات ويفتح السجون في وجه شبابه ووجه الصحافيين المستقلين وقتل الثقافة والفن والرياضة؟
ومن هنا نفهم أن بلدنا لم يعد فيه لا مسرح ولا سينما ولا رياضة، وحدها مواقع نشر التفاهة والفتن والتشهير تحضى بالتشجيع والتمويل ويتم تسليطها على المعارضين بالسب والتشهير بحياتهم الخاصة وبذويهم دون حسيب أو رقيب.
هذا هو ما أصبحت عليه حالتنا السياسية إلا أنها لا تملك عناصر الاستمرار وأن الاستبداد لم يكن ولن يكون قدراً ولا بد لليل أن ينجلي.
إلى ذلك الحين ياولدي ليلتك سعيدة ياحبيبي وسلامي لسليمان للأستاذ المعطي منجب والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *