رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم الثاني والستين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من أَسر الانتقام.
لقد وضع الحاكمون الفعليون المغربَ بين اختيارين للخروج من هذا الاحتقان الخانق:
أن يبادر الحاكم الفعلي إلى غرز إبرة في فقاعة الهواء التي ازداد ضغطها وقاربت على الانفجار والانشطار فتصير شظايا في الأجواء ونتشظى من جرائها، وذلك من أجل تنفيسها وخفض ضغطها.
وهذا ما بحَّت أصوات الكثير مع الفاعلين السياسيين والحقوقيين من أجل استدراك الأزمة التي وضعنا فيها تدبير مغامر لشؤون المواطنين وحرياتهم .
وهو نداء سلمي يسعى إلى تجنيب المغرب انفجار طنجرة الضغط.
وحسب رأيي المتواضع فإن هذا الأمر متاح في حالة ما إذا كان ظاهر هذه المقاربة ودوافعها لا يخفي باطناً مخيفاً لا يعلمه حتى السياسيون والقريبون من مطبخ السلطة.
والحقيقة فعلاً أننا لم نعد نفهم دوافع هذه المقاربة في الوقت الذي صدَّق الفاعل السياسي الديمقراطي المسارَ الذي دشنته حركة 20 فبراير وخطاب تاسع مارس ودستور2011 رغم تواضع طموح هذه اللحظة ، لكنها شكلت إنجازاً واختباراً لفعل هذه الحركة والحركات الاجتماعية التي تلتها في منطقة الريف وجرادة مثلاً.
لكن هذا الإيمان بهذه اللحظة والرهان عليها تسبب في ارتخاء الجسم السياسي واتكاله واطمئنانه، في الوقت الذي كانت فيه الطبقة الحاكمة تستغل هذا الارتخاء للاستفراد بالحركات الاجتماعية والمجتمع المدني والصحافيين والمدونيين الذين ملأوا المساحات الفارغة التي تركتها الأحزاب السياسية الديمقراطية.
وهذا ما حصل فعلاً من تلفيق التهم وفبركتها والحكم على شباب الريف بتهم ثقيلة وصحافيين اضطروا بعد محكوميتهم إلى اللجوء إلى دول أجنبية والباقي يقبع في السجون.
والاختيار الثاني هو انتظار انفجار طنجرة الطغط.
وهو ما ننصح باستدراك الأمر من أجل ألا يحصل، لأنه في غياب قوة سياسية قادرة على القيادة ستكون السلطة أمام ضحاياها بدون أي وسيط، ولا يمكن توقع نتائج هذا الاختيار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق