جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع والثمانين بعد المئة من الاعتقال التعسفي.

سلام الحرية ياولدي.
استطاع برنامج " مباشرة معكم" الذي تبثه قناة 2M العمومية في حلقته الأخيرة تحريك بركة السياسة الآسنة منذ أكثر من عقدين من الزمن، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بين مرحب ومشكك في النوايا الكامنة خلف هذه المبادرة المفاجئة والتي تمت بدون مقدمات.
وهو ما شكَّل عند البعض نقطة في النقاش العمومي بغض النظر عن الفرضيات المختلفة التي عبر عنها العديد من المهتمين.
يصعب، مع ما نعرفه عن سلوك السلطوية منذ أمد بعيد كيف تلعب بعقل وخواطر المواطنين وهي تطبخ طبخة جديدة يصعُب توقُّعُها، أن نصدق أنها فعلاً تستعد لفتح صدرها على حساسيات المجتمع، أو تستعد لإحداث انفراج سياسي.
وما يمكن أن نتوقعه من هذه المبادرة أنها لا تخرج عن عملية تنفيسية ونحن على أبواب الذكرى العاشرة لحركة عشرين فبراير.
وهو مجرد استباق لما يمكن أن يشكلَ إحياءً لهذه الحركة أمام هذا الاحتقان السياسي والاجتماعي والحقوقي.
والجذير بالذكر أن مبعث الشك في خلفية هذه المبادرة متجذر في عدم ثقة المواطنين بما ينفلت من عقال السلطوية وأنه لا يعدو وجهاً من وجوه التأثير على الرأي العام وجره حيث تريد.
ومن بين الفرضيات الراجحة أكثر هو استفراد السلطوية بالصحافيين لكونهم أكثر إزعاجاً لها.
سليمان الريسوني، المعتقل احتياطياً بدون تهمة وبدون ما يبرر قانونياً اعتقاله ومتابعته أصلاً مؤشر على أن قضيتَه ليست بيد القضاء وإنما بيد الأجهزة التي تعتقله تعسفياً ما دامت النيابة العامة تعترض على تمتيعه بالسراح المؤقت دون تعليل رفضها.
عمر الراضي، المعتقل بتهم لم يصدقها أحد ولم يعد أحد يشكك في براءته ،مؤشر آخر على سوء نية هذه المبادرة رغم صدق من شارك فيها من الأحرار.
واللائحة طويلة من الاعتقالات التعسفية.
قد أُصدِّق صدق هذه المبادرة ، عندما أرى القنوات العمومية مفتوحة في وجه القوى السياسية الحية، وهو بالمناسبة حق دستوري، لأن هذه القوى جزء من الدولة ولا حق للسلطوية أن تحتكر هذه القنوات للترويج لسياساتها الفاشلة على جميع الأصعدة وتمارس التضليل، وتمنعها عن المكونات السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية.
وعلى هذه القوى الحية أن تدشن معركة من أجل انتزاع هذا الحق، لأنه لا يُمنح ولكن يُنتزع، كما عليها أن تتواصل مع الجماهير لإخبارها وتأطيرها عوض الانتظارية التي طبعت سلوكها منذ عقدين من الزمن.
سننتظر ما تأتي به الأيام المقبلة لنتأكد من نية السلطوية فيما رمت به عبر هذا البرنامج في الوسط الإعلامي والسياسي.
والمنتظر هو إنهاء هذا الاحتقان بإطلاق كل المعتقلين السياسيين وطي صفحة هذه المرحلة تجنباً لما يمكن أن تتسبب فيه هذه المقاربة من إجهاز على حقوق المواطنين وإدخال البلد في أزمة سياسية تهدد استقراره.
ليلتك سعيدة ياولدي ولنا لقاء قريب مهما طال زمن البطش والمغامرة بمستقبل البلد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *