جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم التاسع بعد المئتين من الاعتقال التعسفي.

لا شيئ يشغلني عن ركوب الأثير لأناجي حضورك المرح واستحضر تقاسيم وجهك الجميل.
وهكذا عاهدتك أيها الرائع ، وها أنا أجعل روحك الطيبة تملأ فضاء بيتنا وأحقق سعادة تهزم كل محاولة لتغييبك.
ليس وحدك من يتم تغييبه، فلقد غيبوا كل أشكال التعبير الحر في المغرب بعد إعدام السياسة وتضييق مساحات بسيطة فتحناها بالكثير من التضحيات.
فعلوا كل ذلك ليتسنى لهم الانتقال إلى الأصوات الحرة لتغييبها في السجون.
لقد قصدوا أن يصبح المغرب عقيماً إلا من العاهات والتشوهات الخلقية التي تم صنعها قيصرياً أو مخلوقات الأنابيب الإعلامية المأجورة، لتجعل صورة البلد قبيحة ومخيفة.
ولقد تمكنوا بعد تجريف كل الفضاءات السياسية والحقوقية والفنية والرياضية وحولوها إلى برك آسنة تنط فيها الضفادع وتملأها نقيقاً مزعجاً.
هذا الوضع المحتقن تجاوز مداه وعطَّل كل الإرادات السياسية والنقابية والمدنية من يمينها إلى يسارها ووضع أمامها كل المتاريس لكي يكون حضورها في الساحة السياسية بإدن وبترخيص من أصحاب المقاربة الأمنية: الحكام الفعليون لهذه المرحلة.
وبعدما ضيقت هذه المقاربة على الجميع بدون استثناء بدأنا نرى تململ بعض الشخصيات السياسية، تتوجه إلى ملك البلاد، عبر مقالات ، لطلب عفو ملكي عن المعتقلين والصحافيين.
وإذا كنا نبارك هذه المبادرات لوضع حد لهذا الاحتقان، من أجل إصدار عفو عام تصحيحاً لأخطاء الأمن والقضاء كما حدث في العديد من الحالات التي تدخَّل فيها الملك وأصدر عفوه على بعض المعتقلين، فإننا نطمح إلى أكثر من ذلك كوضع حد لجموح الأمنيين وإبعادهم عن المجال السياسي والحقوقي لما اقترفوه من تشويه وتشهير بالمعارضين.
ومهما كان مصدر طلب العفو فسنرحب به رفعاً لهذا الاحتقان وإنقاذ المغرب من الوضع الذي جعله في مرمى المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية التي ما فتئت تطالب المغرب باحترام ما التزم به دولياً.
ولن يزيد هذا الإجراء إلا احتراماً للبلد وتقديراً لاحترامه وصيانته لحقوق الإنسان، وهذا ما نناضل من أجله.
على التنظيمات السياسية الديمقراطية والنقابية والحقوقية والمدنية أن تكون السباقة إلى التنبيه بالصراحة اللازمة أن هذا الوضع لا يليق بالمغرب بعد كل التضحيات التي قدمها الوطنيون من أجل وطن للجميع.
نتمنى ونلح على رفع القوس الذي أُغلق وفتح أفق جديد ووضع حد لهذه المقاربة القمعية التي تضر بالبلد وبكل مكوناته من يمينها إلى يسارها.
ليلتك سعيدة ياولدي وسلامي لسليمان والحرية لجميع المعتقلين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *